responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 248

في التنور.

و قال بعضهم: إنّ للحطب- على وزن سبب- في لغات العرب ألفاظا مختلفة، فبعض القبائل يسمّيه حصبا، و البعض الآخر خضبا، و لمّا كان القرآن يسعى للتأليف بين القبائل و الطوائف و القلوب، فإنّه كان يستعمل لغات مختلفة أحيانا، و من جملة ذلك كلمة «حصب» هذه، و هي لغة أهل اليمن لكلمة حطب‌ [1].

و على كلّ حال، فإنّ الآية محلّ البحث تقول للمشركين، إنّكم و آلهتكم ستكوّنون حطب جهنّم، و ستلقون الواحد تلو الآخر في نار جهنّم كقطع الحطب التي لا قيمة لها، ثمّ تضيف‌ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ‌.

و هذه الجملة إمّا أن تكون تأكيدا لهذا المطلب، أو إنّها إشارة إلى نكتة جديدة، و هي أنّهم يلقون آلهتكم في النّار أوّلا، ثمّ تردون عليها، فكأنّ آلهتكم تستقبلكم و تستضيفكم بالنّار المنبعثة من وجودها [2].

فإذا سأل سائل ما الهدف من إلقاء الأصنام في جهنّم؟

يقال في الجواب: إنّ هذا بنفسه نوع من العذاب بالنسبة لعبدة الأصنام حيث يرون أنّهم يحترقون في النّار التي تتوقّد من آلهتهم. إضافة إلى أنّه تحقير لأفكارهم حيث كانوا يلتجؤون إلى مثل هذه الموجودات العديمة القيمة و الأهميّة.

طبعا، هذا في حالة كون‌ ما تَعْبُدُونَ‌ تعني الآلهة الميتة التي لا روح لها كالأصنام الحجرية و الخشبية، كما يستفاد ذلك من (ما) لأنّها تستعمل غالبا لغير العاقل.


[1]- تفسير أبي الفتوح الرازي، ذيل الآيات مورد البحث.

[2]- ينبغي الالتفات إلى أنّ اللام في (لها) بمعنى «إلى»، و ضمير (ها) يعود إلى جهنّم في الصورة الأولى، أمّا في التّفسير الثّاني فإنّ اللام تعني «إلى»، و لكن الضمير يعود إلى الأصنام.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست