responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 241

إنّ توحيد الأنبياء الاعتقادي في الواقع يقوم على أساس وحدة منبع الوحي، و هذا الكلام يشبه‌

كلام الإمام علي عليه السّلام في وصيته لولده الإمام المجتبى عليه السّلام حيث يقول: «و اعلم يا بني أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله، و لعرفت أفعاله و صفاته» [1].

«الامّة»- كما يقول الراغب في مفرداته- تعني كلّ جماعة تربطهم جهة مشتركة، الاشتراك في الدين، أو الزمن و العصر الواحد، أو المكان المعيّن، سواء كانت هذه الوحدة اختيارية أو بدون إختيار.

و اعتبر بعض المفسّرين الامّة الواحدة هنا بمعنى الدين الواحد، و لكن كما قلنا أنّ هذا التّفسير لا يتناسب و الأصل اللغوي للامّة.

و قال البعض الآخر: إنّ المراد من الامّة هنا كلّ البشر و في جميع الأعصار، أي إنّكم أيّها البشر أمّة واحدة، ربّكم واحد، و هدفكم الأخير واحد.

إنّ هذا التّفسير و إن كان أكثر انسجاما من التّفسير السابق، و لكنّه لا يبدو مناسبا بملاحظة ارتباط هذه الآية بالآيات السابقة، بل الأنسب منها جميعا أن تكون هذه الجملة إشارة إلى الأنبياء الذين مرّ ذكرهم في الآيات السابقة.

و أشارت الآية التالية إلى انحراف جماعة عظيمة من الناس عن أصل التوحيد، فقالت: وَ تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ‌ فقد وصل بهم الأمر إلى أن يقف بعضهم ضدّ بعض، و يلعن بعضهم بعضا و يتبرّأ منه، و لم يكتفوا بذلك، بل شهروا السلاح فيما بينهم، و سفكوا الدماء الكثيرة، و كانت هذه الأحداث نتيجة الانحراف عن أصل التوحيد و دين اللّه الحقّ.

جملة «تقطّعوا»- من مادّة قطع- بمعنى تفريق القطع المتّصلة بموضوع واحد، و إذا لا حظنا أنّها جاءت من باب (تفعّل) الذي يأتي بمعنى القبول، فإنّ معنى‌


[1]- نهج البلاغة. الرسالة 31.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست