لمّا ورد في الآيات السابقة أسماء جمع من أنبياء اللّه، و كذلك مريم، تلك
المرأة التي كانت مثلا أسمى، و جانب من قصصهم، فإنّ هذه الآيات تستخلص نتيجة ممّا
مرّ، فتقول: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً فقد كان منهجهم واحدا، و هدفهم واحدا بالرغم من اختلافهم
في الزمان و المحيط و الخصائص و الأساليب و الطرائق، فهم كانوا يسيرون في منهج
واحد و يمضون جميعا في طريق التوحيد و محاربة الشرك و دعوة الناس إلى الإيمان
باللّه و الحقّ و العدالة.
إنّ توحيد و وحدة الخطط و الأهداف هذه تعود إلى أنّها جميعا تصدر عن مصدر
واحد، عن إرادة اللّه الواحد، و لهذا تقول الآية مباشرة: وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ.