أشير في هذه الآية إلى مقام مريم و عظمتها و عظمة ابنها المسيح عليهما
السّلام.
إنّ ذكر مريم في ثنايا البحوث التي تتكلّم على الأنبياء الكرام؛ إمّا من أجل
ولدها عيسى عليه السّلام، أو لأنّ ولادته كانت تشبه ولادة يحيى بن زكريا عليهما
السّلام من جهات متعدّدة، و قد ذكرنا تفصيل ذلك في ذيل آيات سورة مريم [1]. أو ليوضّح أنّ
العظمة غير مختّصة بالرجال، بل هناك نساء عظيمات يدلّ تاريخهنّ على عظمتهنّ، و كنّ
قدوة و مثلا أسمى لنساء العالم.
تقول الآية: و اذكر مريم: وَ الَّتِي
أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَ جَعَلْناها وَ ابْنَها
آيَةً لِلْعالَمِينَ.