1- «الفرج» معناه في اللغة الفاصلة و الشقّ، و استعمل كناية عن العضو
التناسلي، لا أنّه صريح في هذا المعنى و يرى البعض انّ كلّ ما ورد في القرآن في
شأن الأمور الجنسية له طابع كنائي و غير صريح، من قبيل «اللمس» «الدخول» «الغشيان» [1] «الإتيان» [2] و غير ذلك.
و يلزم ذكر هذه اللطيفة أيضا، و هي: إنّ ظاهر الآية المتقدّمة يقول: إنّ مريم
قد حفظت طهارتها و عفّتها من كلّ أشكال التلوّث بما ينافي العفّة. إلّا أنّ بعض
المفسّرين احتمل في معنى هذه الآية أنّها امتنعت من الاتّصال بالرجال، سواء كان
ذلك من الحلال أو الحرام [3]، كما تقول الآية (20) من سورة مريم: وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا.
إنّ هذه الصفة في الحقيقة مقدّمة لإثبات إعجاز ولادة عيسى و كونه آية.
2- إنّ المراد من «روحنا»- كما قلنا سابقا- الإشارة إلى روح عظيمة متعالية، و
يقال لمثل هذه الإضافة: «الإضافة التشريفيّة»، حيث نضيف شيئا إلى اللّه لبيان
عظمته، مثل بيت اللّه، و شهر اللّه.
3- تقول الآية آنفة الذكر: إنّا جعلنا مريم و ابنها آية للعالمين، و لم تقل:
آيتين و علامتين، لأنّ وجود مريم و وجود ابنها امتزجا في هذه الآية الإلهيّة
العظيمة امتزاجا لا يمكن معه تجزئه بعضهما عن بعض، فإنّ ولادة ولد بدون أب إعجاز
بنفس المقدار الذي تحمل فيه امرأة بدون زوج. و كذلك معجزات عيسى عليه السّلام في
طفولته و كبره فإنّها تذكر بامّه.
إنّ هذه الأمور الخارقة للعادة، و المخالفة للأسباب الطبيعيّة العادية، يبيّن
في