تبيّن هاتان الآيتان جانبا من قصّة النّبي الكبير يونس عليه السّلام، حيث تقول
الأولى و اذكر يونس إذ ترك قومه المشركين غاضبا عليهم: وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً.
كلمة «النون» في اللغة تعني السمكة العظيمة، أو بتعبير آخر تعني الحوت، و بناء
على هذا فإنّ «ذا النون» معناه صاحب الحوت، و إختيار هذا الاسم ليونس بسبب الحادثة
التي سنشير إليها فيما بعد إن شاء اللّه تعالى.
و على كلّ حال، فإنّه ذهب مغاضبا فَظَنَّ
أَنْ لَنْ نَقْدِرَ[1] عَلَيْهِ فقد كان يظنّ
[1]- «نقدر» من مادّة قدر بمعنى
التعسير و التضييق، لأنّ الإنسان عند التضييق يأخذ من كلّ شيء قدرا محدودا، لا
على نطاق واسع و بدون حساب.