تشير هاتان الآيتان إلى جانب من المواهب التي منحها اللّه لنبي آخر من
الأنبياء- أي سليمان عليه السّلام فتقول الآية الأولى منهما: وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ
إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها و هذا
الأمر ليس عجيبا، لأنّنا عارفون به وَ كُنَّا
بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ فنحن مطّلعون
على أسرار عالم الوجود، و القوانين و الأنظمة الحاكمة عليه، و نعلم كيفية السيطرة
عليها، و نعلم كذلك نتيجة و عاقبة هذا العمل، و على كلّ حال فإنّ كلّ شيء خاضع و
مسلّم أمام علمنا و قدرتنا.
إنّ جملة وَ لِسُلَيْمانَ ... معطوفة على جملة وَ سَخَّرْنا مَعَ
داوُدَ الْجِبالَ أي إنّ قدرتنا عظيمة نقدر معها على أن نسخّر
الجبال لعبد من عبادنا أحيانا لتسبّح معه، و أحيانا نجعل الريح تحت إمرة أحد
عبادنا ليرسلها حيث شاء.