حقّا، أي عمل أصعب، و أي منهج إصلاحي أجهد من أن يبقى إنسان مدّة طويلة في
مدينة فيها كلّ هذا الفساد و الانحطاط، و يظلّ دائما يبلّغ الناس الضالّين
المنحرفين أمر ربّهم و يرشدهم إلى طريق الهدى، و يصل الأمر بهم إلى أنّهم يريدون
أن يعتدوا حتّى على ضيفه؟ و الحقّ أنّ مثل هذه الاستقامة و الثبات لا تصدر إلّا من
أنبياء اللّه و أتباعهم، فأي واحد منّا يستطيع أن يتحمّل مثل هذا العذاب الروحي
المؤلم؟!