بعد ذكر جانب من قصّة إبراهيم و قصّة لوط عليهما السّلام، تطرّقت السورة إلى
ذكر جانب من قصّة نبي آخر من الأنبياء الكبار- أي نوح عليه السّلام- فقالت: وَ نُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ أي قبل إبراهيم و لوط.
إنّ هذا النداء- ظاهرا- إشارة إلى الدعاء و اللعنة التي ذكرت في سورة نوح من
القرآن الكريم حيث يقول: رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ
مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً. إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا
يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً[1]. أو إنّه إشارة إلى الجملة التي وردت في الآية 10/ سورة
القمر: فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ
فَانْتَصِرْ.
التعبير ب «نادى» يأتي عادة بمعنى الدعاء بصوت عال، و لعلّه إشارة إلى أنّهم