responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 204

أخذتم ماشيتي و مالي فحقّي عليكم أن تردّوا عليّ ما ذهب من عمري في بلادكم، فاختصموا إلى قاضي نمرود، و قضى على إبراهيم أن يسلّم إليهم جميع ما أصاب في بلادهم، و قضى على أصحاب نمرود أن يردّوا على إبراهيم ما ذهب من عمره في بلادهم، فأخبر بذلك نمرود، فأمرهم أن يخلّوا سبيله و سبيل ماشيته و ماله، و أن يخرجوه، و قال: إنّه إن بقي في بلادكم أفسد دينكم و أضرّ بآلهتكم» [1].

و أشارت الآية التالية إلى أحد أهمّ مواهب اللّه لإبراهيم، و هي هبته الولد الصالح، و النسل المفيد، فقالت: وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً [2] وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ‌ فقد مرّت أعوام طوال و إبراهيم في لهفة و انتظار للولد الصالح، و الآية (100) من سورة الصافات ناطقة بأمنيته الباطنية هذه: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ‌. و أخيرا استجاب له ربّه، فوهبه إسماعيل أوّلا، و من بعد إسحاق، و كان كلّ منهما نبيّا عظيم الشخصيّة.

إنّ التعبير ب «نافلة»- و الذي يبدو أنّه وصف ليعقوب خاصّة- من جهة أنّ إبراهيم عليه السّلام كان قد طلب الولد الصالح فقد، فأضاف اللّه إلى مراده حفيدا صالحا أيضا، لأنّ النافلة في الأصل تعني الهبة أو العمل الإضافي.

و تشير الآية الأخيرة إلى مقام إمامة و قيادة هذا النّبي الكبير، و إلى جانب من صفات الأنبياء و مناهجهم المهمّة القيّمة بصورة جماعية.

لقد عدّت في هذه الآية ستّة أقسام من هذه الخصائص، و إذا أضيف إليها وصفهم بكونهم صالحين- و الذي يستفاد من الآية السابقة- فستصبح سبعة.

و يحتمل أيضا أن يكون مجموع الصفات الست التي ذكرت في هذه الآية تفصيلا


[1]- روضة الكافي، طبقا لنقل الميزان، في ذيل الآيات مورد البحث.

[2]- عدم ذكر إسماعيل هنا مع أنّه كان أوّل ولد إبراهيم، ربّما كان من أجل أنّ ولادة إسحاق من أمّ عقيم و عجوز، كانت تبدو مسألة عجيبة للغاية، في حين أنّ ولادة إسماعيل من أمّه هاجر لم يكن عجيبا.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست