responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 205

و تبيانا لصلاح أولئك، و الذي ورد في الآية السابقة.

يقول أوّلا: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً أي إنّنا وهبناهم مقام الإمامة إضافة إلى مقام النّبوّة و الرسالة، و الإمامة- كما أشرنا إلى ذلك سابقا- هي آخر مراحل سير الإنسان التكاملي، و التي تعني القيادة العامّة الشاملة لكلّ الجوانب الماديّة و المعنوية، و الظاهرية و الباطنية، و الجسميّة و الروحية للناس.

و الفرق بين النبوّة و الرسالة و بين الإمامة، هو أنّ الأنبياء في مقام النبوّة و الرسالة يتلقّون أوامر اللّه و يبلّغونها الناس إبلاغا مقترنا بالإنذار أو البشارة فقط، أمّا في مرحلة الإمامة فإنّهم ينفّذون هذا البرنامج الإلهي، سواء كان هذا التنفيذ عن طريق تشكيل حكومة عادلة أو بدون ذلك، فهم في هذه المرحلة مربّون للناس، و معلّمون لهم، و منفّذون للأحكام و البرامج في سبيل إيجاد بيئة طاهرة نزيهة إنسانية.

في الحقيقة، إنّ مقام الإمامة مقام تنفيذ كلّ الخطط و الاطروحات الإلهيّة، و بتعبير آخر: الإيصال إلى المطلوب، و الهداية التشريعيّة و التكوينيّة، فالإمام من هذه الناحية كالشمس التي تنمي الكائنات الحيّة بأشّعتها تماما [1].

ثمّ يذكر في المرحلة التالية ثمرة هذا المقام، فيقول: يَهْدُونَ بِأَمْرِنا و لا يعني بالهداية الإرشاد و بيان الطريق الصحيح، و الذي هو من شأن النبوّة و الرسالة، بل يعني الأخذ باليد و الإيصال إلى المقصود. و هذا بالطبع لمن له الاستعداد و اللياقة و الأهليّة.

أمّا الموهبة الثّالثة الرّابعة و الخامسة فقد عبّر عنها القرآن بقوله: وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ و هذا الوحي يمكن أن يكون وحيا


[1]- لمزيد الاطّلاع في هذا المجال راجع ذيل الآية (124) من سورة البقرة.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست