responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 191

و لمّا كان ظاهر هذا التعبير لا يطابق الواقع في نظر المفسّرين، و لمّا كان إبراهيم نبيّا معصوما و لا يكذب أبدا، فقد ذكروا تفاسير مختلفة، و أفضلها كما يبدو هو:

إنّ إبراهيم عليه السّلام قد نسب العمل إلى كبير الأصنام قطعا، إلّا أنّ كلّ القرائن تشهد أنّه لم يكن جادّا في قصده، بل كان يريد أن يزعزع عقائد الوثنين الخرافية الواهية، و يفنّدها أمامهم، و يفهم هؤلاء أنّ هذه الأحجار و الأخشاب التي لا حياة فيها ذليلة و عاجزة إلى الحدّ الذي لا تستطيع أن تتكلّم بجملة واحدة تستنجد بعبّادها، فكيف يريدون منها أن تحلّ معضلاتهم؟! و نظير هذا التعبير كثير في محادثاتنا اليوميّة، فنحن إذا أردنا إبطال أقوال الطرف المقابل نضع أمامه مسلّماته على هيئة الأمر أو الإخبار أو الاستفهام، و هذا ليس كذبا أبدا، بل الكذب هو القول الذي لا يمتلك القرينة معه.

و في رواية عن الإمام الصادق عليه السّلام في كتاب الكافي: «إنّما قال: بل فعله كبيرهم، إرادة الإصلاح، و دلالة على أنّهم لا يفعلون» ثمّ قال: «و اللّه ما فعلوه و ما كذّب».

و احتمل جمع من المفسّرين أنّ إبراهيم قد أدّى هذا المطلب بشكل جملة شرطيّة و قال: إنّ الأصنام إذا كانت تتكلّم فإنّها قد فعلت هذا الفعل، و من المسلّم أنّ هذا التعبير لم يكن خلاف الواقع، لأنّ الأصنام لم تكن تتكلّم، و لم تكن قد أقدمت على مثل هذا العمل، و لم يصدر منها، و وردت رواية في مضمون هذا التّفسير أيضا.

إلّا أنّ التّفسير الأوّل يبدو هو الأقرب، لأنّ الجملة الشرطيّة «إن كانوا ينطقون» جواب الطلب في «فاسألوهم»، و ليست شرطا لجملة «بل فعله كبيرهم».

(فلاحظوا بدقّة).

و اللطيفة الاخرى التي ينبغي الالتفات إليها هي: إنّ العبارة هي أنّه يجب أن‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست