responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 190

و احتمل بعض المفسّرين أن يكون المراد مشاهدة منظر عقاب إبراهيم، لا الشهادة على كونه مجرما. غير أنّ الآيات المقبلة التي لها صبغة التحقيق و الاستجواب تنفي هذا الاحتمال، إضافة إلى أنّ التعبير ب «لعلّ» لا يناسب المعنى الثّاني، لأنّ الناس إذا حضروا ساحة العقاب فسيشاهدون ذلك المنظر حتما، فلا معنى ل «لعلّ».

فنادى المنادون في نواحي المدينة: «ليحضر كلّ من يعلم بعداء إبراهيم و إهانته للأصنام»، فاجتمع كلّ الذين كانوا يعلمون بالموضوع، و كذلك سائر الناس ليروا أين ستصل عاقبة عمل هذا المتّهم؟

لقد حدثت ضجّة و همهمة عجيبة بين الناس، لأنّ هذا العمل كان في نظرهم جريمة لم يسبق لها نظير من قبل شابّ مثير للفتن و المتاعب، و كانت قد هزّت البناء الديني للناس.

و أخيرا تشكّلت المحكمة، و كان زعماء القوم قد اجتمعوا هناك، و يقول بعض المفسّرين: أنّ نمرود نفسه كان مشرفا على هذه المحاكمة، و أوّل سؤال وجّهوه إلى إبراهيم عليه السّلام هو أن: قالُوا أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ‌؟

هؤلاء لم يكونوا مستعدّين حتّى للقول: أ أنت حطّمت آلهتنا و جعلتها قطعا متناثرة؟ بل قالوا فقط: أ أنت فعلت بآلهتنا ذلك؟

فأجابهم إبراهيم جوابا أفحمهم، و جعلهم في حيرة لم يجدوا منها مخرجا قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ‌.

إنّ من أسس علم معرفة الجرائم أن يكون المتّهم بادية عليه آثار الجريمة، و الملاحظ هنا أنّ آثار الجريمة كانت بادية على يد الصنم الكبير، [وفقا للرواية المعروفة: إنّ إبراهيم جعل الفأس على رقبة الصنم الكبير.] لماذا تأتون إليّ؟ و لماذا لا تتّهمون إلهكم الكبير؟ ألا تحتملون أنّه غضب على الآلهة الصغيرة، أو إنّه اعتبرهم منافسيه في المستقبل فعاقبهم؟

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست