responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 185

قطعوا حبل التقليد الأعمى شاهدون على هذه الحقيقة.

و من أجل أن يثبت إبراهيم جديّة هذه المسألة، و أنّه ثابت على عقيدته إلى أبعد الحدود، و أنّه يتقبّل كلّ ما يترتّب على ذلك بكلّ وجوده، أضاف: وَ تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ‌.

«أكيدنّ» مأخوذة من الكيد، و هو التخطيط السري، و التفكير المخفي و كان مراده أن يفهمهم بصراحة بأنّني سأستغلّ في النهاية فرصة مناسبة و احطّم هذه الأصنام.

إلّا أنّ عظمة و هيبة الأصنام في نفوسهم ربّما كانت قد بلغت حدّا لم يأخذوا معه كلام إبراهيم مأخذ الجدّ، و لم يظهروا ردّ فعل تجاهه، و ربّما ظنّوا بأنّ أي إنسان لا يسمح لنفسه أن يهزأ و يسخر من مقدّسات قوم تدعم حكومتهم تلك المقدّسات تماما، بأيّة جرأة؟ و بأيّة قوّة؟! و من هنا يتّضح أنّ ما قاله بعض المفسّرين من أنّ هذه الجملة قد قالها إبراهيم سرّا في نفسه، أو بيّنها لبعض بصورة خاصّة لا داعي له، خاصّة و أنّه مخالف تماما لظاهر الآية. إضافة إلى أنّنا سنقرأ بعد عدّة آيات أنّ عبّاد الأصنام قد تذكّروا قول إبراهيم، و قالوا: سمعنا فتى كان يتحدّث عن مؤامرة ضدّ الأصنام.

على كلّ حال، فإنّ إبراهيم نفّذ خطّته في يوم كان معبد الأوثان خاليا من الناس و لم يكن أحد من الوثنيين حاضرا.

و توضيح ذلك: إنّه طبقا لنقل بعض المفسّرين، فإنّ عبدة الأوثان كانوا قد اتّخذوا يوما خاصّا من كلّ سنة عيدا لأصنامهم، و كانوا يحضرون الأطعمة عند أصنامهم في المعبد في ذلك اليوم، ثمّ يخرجون من المدينة أفواجا، و كانوا يرجعون في آخر النهار، فيأتون إلى المعبد ليأكلوا من ذلك الطعام الذي نالته البركة في اعتقادهم.

و كانوا قد عرضوا على إبراهيم أن يخرج معهم، إلّا أنّه اعتذر بالمرض و لم‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست