responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 18

جانبا مهمّا من المواد الغذائية و الملابس و وسائل الحياة، هي أيضا من بركات هذه الأرض و ذلك الماء النازل من السّماء.

و في النهاية، و بعد أن أشار إلى كلّ هذه النعم، قال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى‌.

ممّا يستحقّ الانتباه أنّ «النهى» جمع «نهية» و هي في الأصل مأخوذة من مادّة «نهي» مقابل الأمر، و تعني العقل الذي ينهى الإنسان عن القبائح و السيّئات، و هذه إشارة إلى أنّ كلّ تدبّر و تفكّر من أجل فهم أهميّة هذه الآيات ليس كافيا، بل إنّ العقل و الفكر المسؤول هو الذي يستطيع أن يدرك و يطلع على هذه الحقيقة.

و بما أنّ هذه الآيات دلّلت على التوحيد بخلق الأرض و نعمها، فقد بيّنت مسألة المعاد بالإشارة إلى الأرض في آخر آية من هذه الآيات أيضا فقالت:

مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى‌ و إنّه لتعبير بليغ حقّا، و مختصر أيضا، عن ماضي البشر و حاضره و مستقبله، فكلّنا قد جئنا من التراب، و كلّنا نرجع إلى التراب، و منه نبعث مرّة أخرى! إنّ رجوعنا إلى التراب، أو بعثنا منه أمر واضح تماما، لكن في كيفيّة بدايتنا من التراب تفسيران: الأوّل: إنّنا جميعا من آدم و آدم من تراب. و الآخر: إنّنا أنفسنا قد خلقنا من التراب، لأنّ كلّ المواد الغذائية التي كوّنت أجسام آبائنا و أمهاتنا قد أخذت من هذا التراب.

ثمّ إنّ هذا التعبير ينبّه كلّ العتاة المتمردّين، و المتّصفين بصفات فرعون، كي لا ينسوا من أين أتوا، و إلى أين يذهبون؟ فلما ذا كلّ هذا الغرور و العصيان و الطغيان من موجود كان بالأمس ترابا، و سيكون غدا ترابا أيضا؟

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست