responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 179

عظمة الحقّ و أحقيّة موسى. في حين أنّ البعض اعتبره إشارة إلى سائر المعجزات و الدلائل التي كانت بيد موسى و هارون عليهما السّلام.

غير أنّ هذه التفاسير لا منافاة بينها مطلقا، لأنّ من الممكن أن يكون الفرقان إشارة إلى التوراة، و إلى سائر معجزات و دلائل موسى عليه السّلام.

و قد أطلق الفرقان في سائر الآيات على نفس القرآن أيضا، مثل: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‌ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً [1] و أحيانا يعبّر عن الإنتصار الإعجازي الذي ناله النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلم، كما قال في شأن معركة بدر: يَوْمَ الْفُرْقانِ‌ [2] أمّا كلمة «الضياء» فتعني النور الذي ينبع من ذات الشي‌ء، و من المسلّم أنّ القرآن و التوراة و معجزات الأنبياء كانت كذلك‌ [3].

«الذكر» هو كلّ موضوع يبعد الإنسان عن الغفلة، و هذا أيضا من آثار الكتب السماوية و المعجزات الإلهيّة الواضحة.

إنّ ذكر هذه التعابير الثلاثة متعاقبة ربّما كان إشارة إلى أنّ الإنسان من أجل أن يصل إلى هدفه يحتاج أوّلا إلى الفرقان، أي أن يشخّص الطريق الأصلي عند مفترق الطرق، فإذا شخّص طريقه يحتاج إلى ضياء و نور ليتحرّك في ذلك الطريق و يستمرّ فيه، و قد تعترضه موانع أهمّها الغفلة، فيحتاج إلى ما يذكره و يحذّره دائما.

و ممّا ينبغي الالتفات إليه ورود لفظ «الفرقان» معرفة، و ورود كلمتي [ضياء و ذكرا] نكرتين في الآية محلّ البحث، و عدّ أثرهما خاصّا بالمتّقين، و لعلّ هذا التفاوت إشارة إلى أنّ المعجزات و الخطابات السماوية تضي‌ء الطريق للجميع، إلّا أنّ من ينتفع من الضياء و الذكر ليس جميع الناس، بل الذين يحسّون بالمسؤولية،


[1]- الفرقان، 1.

[2]- الأنفال، 41.

[3]- لقد أوضحنا الفرق بين «الضياء» و «النور» بصورة أكثر تفصيلا في ذيل الآية (5) من سورة يونس.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست