responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 171

اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ‌ و لكن في النهاية نزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزؤن به‌ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ‌ و بناء على هذا فلا تدع للغمّ و الحزن إلى نفسك طريقا، و ينبغي أن لا تترك مثل أعمال الجاهلين هذه أدنى أثر في روحك الكبيرة، أو تخلّ بإرادتك الحديديّة الصلبة.

و تقول الآية التالية: قل لهم إنّ أحدا لا يدافع عنكم أمام عذاب اللّه في القيامة، بل و في هذه الدنيا: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ‌ أي من عذابه، فلو أنّ اللّه سبحانه لم يجعل السّماء- أي الجوّ المحيط بالأرض سقفا محفوظا كما مرّ في الآيات السابقة- لكان هذا وحده كافيا أن تتهاوى النيازك و تمطركم الأجرام السماوية بأحجارها ليل نهار.

إنّ اللّه الرحمن قد أولاكم من محبّته أن جعل جنودا متعدّدين لحفظكم و حراستكم، بحيث لو غفلوا عنكم لحظة واحدة لصبّ عليكم سيل البلاء.

ممّا يستحقّ الانتباه أنّ كلمة «الرحمن» قد استعملت مكان (اللّه) في هذه الآية، أي انظروا إلى أنفسكم كم اقترفتم من الذنوب حتّى أغضبتم اللّه الذي هو مصدر الرحمة العامّة؟! ثمّ تضيف: بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ‌ فلا هم يصغون إلى مواعظ الأنبياء و نصحهم، و لا تهزّ قلوبهم نعم اللّه و ذكره، و لا يستعملون عقولهم لحظة في هذا السبيل.

ثمّ يسأل القرآن الكريم: أي شي‌ء يعتمد عليه هؤلاء الكافرين الظالمين و المجرمين في مقابل العقوبات الإلهيّة؟ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَ لا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ‌ [1] فهذه الأصنام لا تستطيع أن تنقذ نفسها من‌


[1]- «يصحبون» من باب الأفعال، و في الأصل يعني أن يجعلوا شيئا تحت تصرّفهم بعنوان المساعدة و الحماية، و هو هنا يعني أنّ هذه الأصنام لا تملك الدفاع ذاتيا، و لا وضعت تحت تصرفها مثل هذه القوّة من قبل اللّه تعالى، و نحن نعلم أنّ أيّة قوّة دفاعية في عالم الوجود إمّا أن تنبع من ذات الشي‌ء، أو تمنح له من قبل اللّه تعالى. أي أنّها إمّا ذاتية أو عرضية.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست