responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 145

و الخروج منها، و الخلاصة: إنّ كلّ أقسامه متحدّة متناسقة لأنّها وليدة فكر واحد، و ترشّح قلم واحد.

أمّا إذا تعهّد شخصان أو عدّة أشخاص بأن يؤلّف كلّ منهم جزءا من الكتاب- و إن كان الجميع علماء متقاربين في الروح و التفكير- فستظهر آثار هذه الازدواجية أو الكثرة في العبارات و الألفاظ، و طريقة الأبحاث. و سبب ذلك واضح، لأنّ الفردين مهما كانا منسجمين في الفكر و الذوق، فإنّهما في النتيجة فردان، فلو كانت كلّ أشيائهما واحدة لأصبحا فردا واحدا، فبناء على هذا فيجب أن يكون هناك تفاوت فيما بينهما قطعا ليتمكّنا أن يكونا فردين، و هذا الاختلاف سيؤثّر أثره في النتيجة، و سيبدي آثاره في كتاباتهما.

و كلّما كان هذا الكتاب أكبر و أكثر تفصيلا، و يبحث مواضيع متنوّعة، فإنّ عدم الانسجام يلمس فيه أوضح. و كتاب عالم الخلقة الكبير، الذي نضيّع بكلّ وجودنا في طيّات عباراته لعظمته يشمله هذا القانون أيضا.

حقّا إنّنا لا نستطيع مطالعة كلّ هذا الكتاب حتّى لو صرفنا كلّ عمرنا في مطالعته، إلّا أنّ هذا القدر الذي وفّقنا نحن- و جميع العلماء- لمطالعته منسجم إلى الحدّ الذي يدلّ تماما على وحدة مؤلّفه ... إنّنا كلّما تصفّحنا هذا الكتاب العجيب فستظهر بين كلماته و سطوره و صفحاته آثار تنظيم عال و انسجام منقطع النظير.

فإذا كانت هناك إرادات و بدايات متعدّدة تتدخّل في إدارة هذا العالم و تنظيمه، فهل كان بالإمكان أن يوجد مثل هذا الانسجام؟

و لو فكّرنا: لماذا يستطيع علماء الفضاء أن يرسلوا السفن الفضائية إلى الفضاء بدقّة كاملة، و ينزلوا العربة على القمر في المحلّ الذي قدروه من الناحية العلمية بدقّة متناهية، ثمّ يحرّكونها من هناك و ينزلونها إلى الأرض في المحل الذي توقّعوه؟

ألم تكن هذه الدقّة في الحسابات لكون النظام الحاكم على كلّ الوجود الذي‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست