responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 136

... نعم، إنّ الهدف هو بيان قدرة الخالق الجليل، و إبراز جانب من عظمته من جهة، و من جهة أخرى ليكون دليلا على المعاد، و إلّا فإنّ كلّ هذه الضجّة و الغوغاء إن كانت لبضعة أيّام فلا معنى لها.

هل يمكن أن يبني الإنسان قصرا في وسط صحراء، و يجهّزه بكلّ الوسائل، و ذلك من أجل أن يستريح فيه ساعة واحدة- طول عمره- عند مروره عليه؟

بعبارة موجزة: إذا نظرنا إلى هذا العالم العظيم من منظار الكفّار، فسنراه لا فائدة فيه و لا هدف منه، و الإيمان بالمبدأ و المعاد هو الذي يجعل له معنى و غاية.

ثمّ تقول الآية التالية: الآن و قد ثبت أنّ العالم له هدف فإنّه لا ريب في أنّ الهدف من هذا الخلق لم يكن أن يلهو اللّه سبحانه و تعالى عن ذلك، فإنّ هذا اللهو غير معقول، ف لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ‌.

«اللعب» يعني العمل الغير هادف، و «اللهو» إشارة إلى الأهداف غير المعقولة و الملاهي.

هذه الآية تبيّن حقيقتين:

الأولى: أنّه بملاحظة كلمة (لو)، و هي في لغة العرب للامتناع، فهي تشير إلى أنّ من المحال أن يكون هدف اللّه هو اللهو.

و الأخرى: إنّه على فرض أنّ الهدف هو اللهو، فيجب أن يكون لهوا مناسبا لذاته، كأن يكون من عالم المجردات و أمثال ذلك، لا من عالم المادّة المحدود [1].

ثمّ تقول بلهجة قاطعة من أجل إبطال أوهام الجاهلين الذين يظنّون عدم‌


[1]- اعتبر بعض المفسّرين الآيات إعلاء إشارة إلى نفي عقائد المسيحيين، أي اعتقدوا أنّ اللهو بمعنى الزوج و الزوجة و الولد.

و قالوا: إنّ الآية تجيب هؤلاء و تقول: إنّنا إذا كنّا نريد أن نختار الصاحبة و الولد فلم نكن ننتخبهما من جنس البشر.

إلّا أنّ هذا التّفسير لا يبدو مناسبا من عدّة جهات، و من جملتها أنّ ارتباط الآيات أعلاه بالآيات السابقة سينقطع، و الأخرى أنّ كلمة «اللهو» و خاصة إذا كانت بعد كلمة اللعب، تعني التسليّ لا المرأة و الولد.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست