لمّا كانت الآيات السابقة قد عكست هذه الحقيقة و هي: إنّ الظالمين الذين لا
إيمان لهم لا يعتقدون بوجود هدف و غاية من خلقهم إلّا الأكل و الشرب و الملذّات، و
يظنّون أنّ العالم بلا هدف، القرآن الكريم يقول في الآيات التي نبحثها من أجل
إبطال هذا النوع من التفكير، و إثبات وجود هدف عال و سام من وراء خلق كلّ العالم،
و خاصّة البشر: وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ
وَ ما بَيْنَهُما لاعِبِينَ.
إنّ هذه الأرض الواسعة، و هذه السّماء المترامية الأطراف، و كلّ هذه الموجودات
المتنوعة البديعة التي توجد في ساحتها تبيّن أنّ هدفا مهمّا في خلقها