responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 133

بأنّ تهديدات نبي الإسلام لم تكن مزاحا أو اعتباطا، بل هي حقيقة مرّة يجب أن تفكّروا فيها.

عند ذلك توضّح الآية حال هؤلاء عند ما تتّسع دائرة العذاب لتشمل ديارهم العامرة، و عجزهم أمام العقاب الإلهي، فتقول: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ‌ [1] تماما كفلول جيش منهزم يرون سيوف العدو مسلولة وراءهم فيتفرقّون في كلّ جانب.

إلّا أنّه يقال لهؤلاء من باب التوبيخ و التقريع: لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى‌ ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ‌.

إنّ هذه العبارة قد تكون إشارة إلى أنّ هؤلاء حينما كانوا غارقين في تلك النعمة الوفيرة، كان السائلون و طالبو الحاجات يتردّدون دائما إلى أبوابهم، يأتون و الأمل يقدمهم، و يرجعون بالخيبة و الحرمان، فالآية تقول لهم: ارجعوا و أعيدوا ذلك المشهد اللعين. و هذا في الحقيقة نوع من الاستهزاء و الملامة.

و احتمل بعض المفسّرين أن تكون جملة لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ‌ إشارة إلى قدرة و ثروة هؤلاء في الدنيا، حيث كانوا يجلسون في زاوية و علائم الابّهة و الكبرياء بادية عليهم، و كان الخدم يأتون إليهم و يحضرون عندهم بصورة متوالية و يسألون إن كان لديهم أمر أو عمل يقومون به.

أمّا من هو قائل هذا الكلام؟ فلم تصرّح الآية به، فمن الممكن أن يكون نداء بواسطة ملائكة اللّه، أو أنبيائه و رسله، أو نداء صادر من داخل ضميرهم الخفي و وجدانهم.

في الحقيقة إنّه نداء إلهي يقول لهؤلاء: لا تفرّوا و ارجعوا، و كان يصل إليهم بإحدى هذه الطرق الثلاث.


[1]- «الركض» يأتي بمعنى ركض الإنسان بنفسه، أو بمعنى إركاض المركب و الدابّة، و يأتي أحيانا بمعنى ضرب الرجل على الأرض مثل‌ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ‌ سورة ص- 42.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست