responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 128

أهلكناها سابقا كانت قد طلبت مثل هذه المعاجز، و لكن لمّا استجيب طلبهم كذّبوا بها، فهل يؤمن هؤلاء؟: ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَ فَهُمْ يُؤْمِنُونَ‌؟ و هي تنذرهم بصورة ضمنيّة بأنّ الآيات لو تحقّقت على ما اقترحتم ثمّ لم تؤمنوا، فإنّ فناءكم حتمي! و يحتمل أيضا في تفسير هذه الآية أنّ القرآن يشير- في هذه الآية- إلى كلّ إشكالات هؤلاء المتناقضة و يقول: إنّ هذا التعامل مع دعوة الأنبياء الحقيقيين ليس جديدا، فإنّ الأفراد العنودين كانوا يتوسّلون دائما بهذه الأساليب، و لم تكن عاقبة عملهم و أمرهم إلّا الكفر، ثمّ الهلاك و العذاب الأليم.

ثمّ تطرّقت الآية التالية إلى جواب الإشكال الأوّل- خاصة- حول كون النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلم بشرا، فتقول: إنّك لست الوحيد في كونك نبيّا، و في نفس الوقت أنت بشر وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ‌ فإنّ هذه حقيقة تاريخيّة يعرفها الجميع‌ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‌.

من هم أهل الذكر؟

لا شكّ أنّ‌ أَهْلَ الذِّكْرِ تشمل من الناحية اللغوية كلّ العلماء و المطّلعين، و الآية أعلاه تبيّن قانونا عقلائيّا عامّا في مسألة (رجوع الجاهل إلى العالم) فإنّ مورد و مصداق الآية و إن كان علماء أهل الكتاب، إلّا أنّ هذا لا يمنع من عمومية القانون. و لهذه العلّة استدلّ علماء و فقهاء الإسلام بهذه الآية في مسألة «جواز تقليد المجتهدين المسلمين».

و إذا رأينا في بعض الرّوايات التي وصلتنا عن أهل البيت عليهم السّلام بأنّ‌ أَهْلَ الذِّكْرِ قد فسّرت بعلي عليه السّلام أو سائر الأئمّة عليهم السّلام، فلا يعني ذلك الحصر، بل هو بيان لأوضح مصاديق هذا القانون الكلّي. و لزيادة الإيضاح حول هذا الموضوع، اقرأ تفسير الآية (43) من سورة النحل من هذا الكتاب.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست