responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 129

ثمّ تعطي الآية التالية توضيحا أكثر حول كون الأنبياء بشرا، فتقول: وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَ ما كانُوا خالِدِينَ‌. و جملة لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ‌ إشارة إلى ما جاء في موضع آخر من القرآن في نفس هذا الموضوع: وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ‌ [1].

و جملة ما كانُوا خالِدِينَ‌ أيضا تكملة لنفس هذا المعنى، لأنّ المشركين كانوا يقولون: كان من الأفضل أن يرسل ملك مكان البشر، ملك له الخلود، و لا تمتدّ إليه يد الموت! فأجابهم القرآن بأنّ أيّا من الأنبياء السابقين لم يكتب له الخلود حتّى يكتب لرسول اللّه (محمّد) الخلود و «البقاء في هذه الدنيا».

على كلّ حال، فلا شكّ- كما قلنا ذلك مرارا- في أنّه يجب أن يكون قائد البشر و مرشدهم من جنسهم، بنفس تلك الغرائز و العواطف و الأحاسيس و الحاجات و العلاقات حتّى يحسّ بآلامهم و عذابهم، و لينتخب أفضل طرق العلاج باستلهامه من معلوماته ليكون قدوة و أسوة لكلّ البشر، و يقيم الحجّة على الجميع.

ثمّ تحذّر الآية و تهدّد المنكرين المتعصّبين العنودين، فتقول: إنّا كنا قد وعدنا رسلنا بل ننقذهم من قبضة الأعداء، و نبطل كيد أولئك الأشرار ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَ مَنْ نَشاءُ وَ أَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ‌.

أجل، فكما أنّ سنّتنا كانت إختيار قادة البشر من بين أفراد البشر، كذلك كانت سنّتنا أن نحميهم من مكائد المخالفين، و إذا لم تؤثّر المواعظ و النصائح المتلاحقة أثرها في المخالفين، فإنّنا سنطهّر الأرض من وجودهم القذر.

و من المعلوم أنّ المراد من «و من نشاء»: الإرادة التي تدور حول معيار الإيمان و العمل الصالح، كما أنّ من الواضح أيضا أنّ المراد من «المسرفين» هنا هم الذين أسرفوا في حقّ أنفسهم و مجتمعهم الذي يعيشون فيه عن طريق إنكار


[1]- الفرقان، 7.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست