responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 123

و أساسا، فإنّ هؤلاء يفرقون من كلّ جديد، و يتمسكّون و يفرحون لكلّ الخرافات القديمة التي ورثوها من الآباء و الأجداد، و كأنّهم قد تعاهدوا عهدا دائما على أن يخالفوا كلّ حقيقة جديدة، مع أنّ أساس تكامل الإنسان مبتن على أن يواجه الإنسان كلّ يوم مسائل جديدة.

ثمّ تقول من أجل زيادة التأكيد: لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ‌ لأنّهم في الظاهر يتّخذون كلّ المسائل الجديّة لهوا و لعبا- كما تشير جملة «يلعبون» إلى ذلك، حيث وردت بصيغة فعل مضارع مطلق- و هم في الباطن مشغولون باللهو و المسائل التي لا قيمة لها، و التي تجعلهم في غفلة عن الواقع. و من الطبيعي أنّ مثل هؤلاء الأشخاص سوف لا يجدون طريق السعادة، و لا يوفّقون إليه.

ثمّ تشير إلى جانب من الخطط الشيطانيّة فتقول: وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ‌ [1] و إذا لم يكن سوى بشر اعتيادي، فلا بدّ أن تكون أعماله الخارقة و نفوذ كلامه سحرا، و لا يمكن أن يكون شيئا آخر: أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ‌؟

قلنا: إنّ هذه السورة نزلت في مكّة، و في تلك الأيّام التيّ كان فيها أعداء الإسلام في غاية القوّة و المنعة، فأي داع يدعوهم لإخفاء كلامهم، بل و حتّى نجواهم؟ (و ينبغي الالتفات إلى أنّ القرآن يقول إنّهم كانوا يخفون حتّى مناجاتهم).

قد يكون ذلك من أجل أنّ هؤلاء كانوا يتشاورون في المسائل التي تتّصف بالتخطيط و التآمر، حتّى يظهروا أمام عامّة الناس موقفا واحدا ضدّ النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلم.

إضافة إلى أنّ هؤلاء كانوا من ناحية القوّة متفوّقين حتما، إلّا أنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و المسلمين كانوا من ناحية المنطق و القوّة و نفوذ الكلام أكثر تفوّقا، و هذا التفوّق هو الذي دفع هؤلاء إلى أن يتشاوروا في الخفاء لانتخاب الأجوبة المصطنعة في‌


[1]- في لغة العرب إذا كان الفعل اسما ظاهرا فيؤتى عادة بفعل مفرد، إلّا أنّ هذه ليست قاعدة عامّة و ثابتة، بل يأتون- لعلل خاصّة- بالفعل بصيغة الجمع و بالفاعل اسما ظاهرا و جملة وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا من هذا القبيل أيضا.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست