يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ و على هذا، فإنّ نتيجة العبادات ترجع مباشرة إلى نفس
العابدين.
و تضعيف الآية في النهاية: وَ
الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى فإنّ ما يبقى و يفيد في
نهاية الأمر هو التقوى، و المتّقون هم الفائزون في النهاية، أمّا الذين لا تقوى
لهم فهم محكومون بالهزيمة و الانكسار.
و يحتمل أيضا في تفسير هذه الآية أنّ هدفها هو التأكيد في مجال الروح و التقوى
و الإخلاص في العبادات، لأنّ هذا أساس العبادة، و في الآية (37) منسورة الحجّ
نقرأ: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَ لا
دِماؤُها وَ لكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ فليس ظاهر الأعمال و قشورها هو الذي يوصلكم إلى مقام القرب من اللّه، بل إنّ
الواقع و الإخلاص و الباطن الذي فيها هو الذي يفتح الطريق إلى مقام القرب منه.
ثمّ أشارت الآية التالية إلى واحدة من حجج الكفّار الواهية فقالت: وَ قالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ و اجابتهم مباشرة: أَ
وَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى حيث كانوا يشكّكون و يطلبون الأعذار بصورة متلاحقة من أجل الإتيان بالمعجزات،
و بعد رؤية و مشاهدة تلك المعاجز استمرّوا في كفرهم و إنكارهم، فحاق بهم العذاب
الإلهي، أ فلا يعلمون بأنّهم إذا ساروا في نفس الطريق فسينتظرهم المصير نفسه؟
و يحتمل أيضا في تفسير هذه الآية أنّ المراد من «البيّنة» نفس القرآن الذي
يبيّن حقائق الكتب السماوية السابقة على مستوى أعلى، فالآية تقول: لماذا يطلب
هؤلاء معجزة، و يتذرّعون بالأعذار الواهية؟ أليس هذا القرآن مع هذه الامتيازات
الكبيرة التي تحتوي على حقائق الكتب السماوية السابقة كافيا لهؤلاء؟
و قد ذكر تفسير آخر لهذه الآية، و هو: إنّ الرّسول الأعظم صلى اللّه عليه و
آله و سلم- مع أنّه لم