responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 111

فتقول أوّلا: وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‌ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ‌ فإنّ هذه النعم المتزلزلة الزائلة ما هي إلّا زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا، تلك الأزهار التي تقطع بسرعة و تذبل و تتناثر على الأرض، و لا تبقى إلّا أيّاما معدودات.

في الوقت الذي أمددناهم بها لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقى‌ فإنّ اللّه سبحانه وهب لك مواهب و نعما متنوّعة، فأعطاك الإيمان و الإسلام، و القرآن و الآيات الإلهيّة و الرزق الحلال الطاهر، و أخيرا نعم الآخرة الخالدة، هذه الهبات و العطايا المستمرّة الدائمة.

و تقول الآية التالية تلطيفا لنفس النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و تقوية لروحه: وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها لأنّ هذه الصلاة بالنسبة لك و لأهلك أساس العفّة و الطهارة و صفاء القلب و سمو الروح و دوام ذكر اللّه.

لا شكّ أنّ ظاهر (أهلك) هنا هو أسرة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلم بصورة عامّة، إلّا أنّ هذه السورة لمّا كانت قد نزلت في مكّة، فإنّ مصداق الأهل في ذلك الزمان كان (خديجة و عليا عليهما السّلام) و ربّما شملت بعضا من أقارب النّبي الآخرين، إلّا أنّ مصطلح أهل بيت النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلم أصبح واسع الدلالة بمرور الزمن.

ثمّ تضيف بأنّه إذا كان قد صدر الأمر لك و لأهلك بالصلاة فإنّ نفعها و بركاتها إنّما يعود كلّ ذلك عليكم، فإنّا لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ‌ فإنّ هذه الصلاة لا تزيد شيئا من عظمة اللّه، بل هي رأس مال عظيم لتكامل البشر و ارتقائهم و درس تعليمي و تربوي عال، إنّ اللّه سبحانه ليس كباقي الملوك و الأمراء الذين يأخذون الضرائب من شعوبهم ليديروا بها حياتهم و حياة مقرّبيهم، فإنّ اللّه غني عن الجميع و يحتاجه الجميع و يفتقرون إليه.

إنّ هذا التعبير في الحقيقة يشبه ما ورد في سورة الذاريات- الآية (56- 58): وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ ما أُرِيدُ أَنْ‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست