يقول المرحوم الفيض الكاشاني، في المحجّة البيضاء حول هذا الموضوع: «إعلم أنّ
كلّ شيء يتصور أن يشوبه غيره، فإذا صفا عن شوبه، و خلص عنه سمّي خالصاً وسُمّي
الفعل المصفّى، المخلص إخلاصاً، قال اللَّه تعالى: «وَإِنَّ لَكُمْ في الأَنعامِ
لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِما فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً
خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ» [2]، فإنّما خلوص اللّبن، أن لا يكون فيه شوب من الدم و الفرث،
و من كلّ ما يمكن أن يتمزج به والاخلاص، يضادّه الإشراك، فمن لا يكون مخلصاً فهو
مشرك، إلّاأنّ للشّرك درجاتٍ، و الإخلاص في التوحيد يضادّه الشرك في الإلهيّة، و
الشّرك منه خفي ومنه جلّي وكذلك الإخلاص» [3].
و كذلك ما ورد من تعبيرات لطيفةٍ في الرّوايات، تبيّن الإخلاص الحقيقي
والمخلصين الحقيقيين، منها:
1- الحديث الوارد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه
و آله، أنّه قال: «إِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً، وَما
بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإِخلاصِ، حَتّى لا يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى
شَيءٍ مِنْ عَمَلٍ للَّهِ»[4].
2- نقل عنه صلى الله عليه و آله: «أَمّا عَلامَةُ الُمخْلِصِ فَأَربَعَةٌ، يُسْلمُ قَلْبَهُ
وَتُسلمُ جَوارِحُهُ، وَبَذَلَ خَيْرَهُ وَكَفَّ شَرَّهُ»[5].
3- في حديث آخر عن الإمام الباقر عليه السلام،
أنّه قال: «لا يَكُونُ العَبْدُ عابِداً للَّهِ حَقَّ
عِبادَتِهِ