responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 237

حَتّى‌ يَنْقَطِعَ عَنِ الخَلْقِ كُلُّهُ إِلَيهِ، فَحِينَئِذٍ يَقُولُ هذا خالِصٌ لِي فَيَتَقَبِّلَهُ بِكَرَمِهِ» [1].

4- و أخيراً يقول الإمام الصادق عليه السلام: «ما أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ أَجَلَّ مِنْ أَنْ لا يَكُونَ فِي قَلْبِهِ مَعَ اللَّهِ غَيْرُهُ» [2].

الآن بعدما عرفنا أهميّة الإخلاص، ودوره العميق في سلوك طريق الحّق و القرب من اللَّه، و السّير في حركة الإنسان في خط الإيمان والتوحيد، يبقى هنا سؤال يفرض علينا نفسه، وهو كيف يمكننا تحصيل الأخلاص؟

لا شك أنّ الإخلاص في النيّة، هو وليد الإيمان واليقين العميق بالمعارف الإلهيّة، و كلمّا كان الإنسان متيقناً على مستوى التّوحيد الأفعالي، وأنّ كلّ شي‌ء في عالم الوجود يبدأ من اللَّه تعالى ويعود إليه، وهو المؤثر الأول وعلّة العلل وأنّ الاسباب و العِلل الجليّة والخفيّة خاضعة لأمره وتدبيره، فحينئذٍ يكون سلوك هذا الإنسان مُنسجماً مع هذه العقيدة، بالمستوى الذي يكون فيه عمله في غاية الخُلوص، لأنّه لا يرى مُؤثّراً في الوجود غير اللَّه، يثير في نفسه الدّوافع المضادّة للإخلاص، و الحركة في غير طريق التّوحيد.

و عكست الرّوايات هذه الحقيقة، فقال الإمام علي عليه السلام: «الإخلاصُ ثَمَرَةُ اليَقِينِ» [3].

و عنه عليه السلام: «ثَمَرَةُ العِلْمِ إِخلاصُ العَملِ» [4].

وأخيراً تناول الإمام علي عليه السلام المسألة بشي‌ءٍ من التفصيل، فقال: «أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَ كَمالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصدِيقُ بهِ، وَكَمالُ التَّصدِيقِ بِهِ، تَوحِيدُهُ، وَكَمالُ تِوحِيدهِ الإِخلاصُ لَهُ» [5].

موانع الإخلاص:

أشار علماء الأخلاق الأفاضل إلى هذه المسألة إشارات دقيقة وواضحة، فقال البَعض، إنّ‌


[1]. مستدرك الوسائل، ج 1، ص 101.

[2]. المصدر السابق.

[3]. غُرر الحِكم، ج 1، ص 30 (الرقم 903).

[4]. المصدر السابق، ص 17، (الرقم 444).

[5]. نهج البلاغة، الخطبة 1.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست