responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 227

تحكي أنّه عاد بعدها إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله، وتاب على يده، فنزلت الآية أدناه لتوكيد قبول توبته، وهي الآية (135) من سورة آل عمران: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَآسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ آلذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ».

2- نقل عن حالات الفقيه الكبير، المرحوم آية اللَّه، البروجردي قدس سره، عندما كان يجلس للدرس مع طلابه، فربّما بَدَر منه أثناء النّقاش، أن يرفع صوته بالتّوبيخ لأحد طلّابه، ولم يكن ذلك منه إلّامن باب المحبّة، و علاقة الأب مع إبنه، فكان يندم مباشرةً و يعتذر، و ينذر للصوم في غَدِه ليُكفّر عن فعله، رغم أنّه لم يصدر منه ما يخالف الشّرع.

3- نقلُ أحد كِبار عُلماء الأخلاق، عن أحد الوعّاظ، أنّه عندما كان يصعد على المِنبَر للوعظ و الخطابة، و قبل الشّروع كان يُسلّم على الحسين عليه السلام، و لا يبدأ بكلامه حتى يسمع الجواب منه عليه السلام، هذه الحالة المعنوية، لم تحصل لديه إلّابعد حادثةٍ حدثت له مع أحد الوعّاظ، حيث قَرّر في يوم من الأيّام مع نفسه، يكسر مجلس ذلك الواعظ المعروف، بإيراده كلاماً أبلغ وأحلى من كلام ذلك الشّيخ، فتنبّه لِخَطئه، و أخذ على نفسه بعدم إرتقاء المنبر لمدّة (40) يوماً، عِقاباً لنفسه على فعلتها تلك، فالقي في قلبه ذلك النّور و تلك الحالة الإلهيّة. [1]

و زبدة الكلام، أنّه وللحصول على النتائج و المعطيات، المرجوّة من المراقبة و المحاسبة، أن يتحرك الشّخص في عملية التّزكية، من موقع معاقبة النفس عند زلَلِها و جُموحها عن الطريق، وإلّا فلا يمكن تَوخّي النّتائج المطلوبة في نطاق التّهذيب و التّزكية، و هذا لا يعني أننا نُمضي أعمال و فعال بعض الصّوفيين المنحرفين، كما أورد بعضها الغزالي في كتابه: «إحياء العلوم»، فما يفعلوه من أعمال خَشنةٍ مُتهوِّرة، و سلوكياتٍ شاذةٍ، في دائرة معاقبة النفس و جُبران تقصيرها، لا تَمُتّ إلى الدّين بصلةٍ، و قصدنا من المعاقبة، هي أعمالٌ مشروعةٌ في دائرة المفاهيم الإسلاميّة، كالصّوم، و مخالفة الهوى، و حرمان النفس من بعض لذّاتها المادية، التي لا تخدش في سماحة الدين ورأفته، بل هي من اسسه.


[1]. و كذلك قصّة علي بن يقطين، و إبراهيم الجمّال المعروفة.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست