responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 228

و كما يقول المرحوم النّراقي، في «معراج السّعادة»:

إذا صدرت من الشّخص مخالفةٌ؛ ما فعليه تأديب نفسه و ترويضها، بالعبادات الثّقيلة مثلًا، أو بإنفاق الأموال التي يحبّها ويجمعها، أو يقوم يتجويع نفسه عند أكله لِلُقمة الحرام، أو يؤدب نفسه بالسّكوت، ويمدح الشّخص الذي يغتابه، أو يجبرها بذكر اللَّه تعالى، وإذا إستهان أو استصغر أحداً من الناس لفقره، فليكرمه بالمال الكثير، و كذلك الحال في بقيّة المعاصي، و الموبقات التي صدرت منه، ولكلٍّ بِحَسَبِه» [1].

الخطوة السّادسة: «النيّة» و «إخلاص النيّة»

تناول العلماء في بداية مباحثهم الأخلاقية، مسألة «النيّة» و «إخلاص النيّة»، و فرّقوا بينهما وقالوا: إنّ «النيّة» شي‌ءٌ، و «إخلاصُ النيّة» شي‌ءٌ آخر، لكنّهم لم يذكروا فروقاً واضحةً و مشخّصَةً، فأدخلوا إخلاص النيّة في مبحث النيّة، بحيث يصعب الّتمييز بينهما.

و لأجل التّفريق و الّتمييز بينهما، يمكن القول: إنّ المقصود من «النيّة»: هو العَزمُ و الإرادةُ الرّاسختين لفعلٍ ما، بقطع النّظر عن الدّافع الإلهي، أو المادي الذي يقف خلفها.

بالطّبع إذا أراد الإنسان أن يرى ثمرة عمله، في دائرة الواقع وحركة الحياة، فعليه أن يدخل إلى ساحة العمل و السّلوك، بإرادةٍ قويّةٍ، و عزمٍ راسخ، لا تُزلزِلهُ التّحديات، و لا تهزّه الصّعاب، سواءً في نطاق تحصيل العلم، أو في الزّراعة و التجارة و السّياسة.

و الخُلاصة: إنّ كلّ عملٍ إيجابي، نريد أن نصل به إلى النتائج المرجوّة، علينا في البداية، أن نتقدم نحو ميدان العمل و الممارسة، بقلبٍ ثابتٍ و إرادةٍ بعيدةٍ عن التّردد، و بالطبع فإنّ هذا الأمر لا يتمّ إلّابالتنظير له، في مرحلةٍ سابقةٍ، و دراسةِ كلّ جوانبه و الامور المحيطة به، من عوائد و نتائج إيجابيّة أو سلبيّة، و العقبات التي يمكن أن تقف بوجهه، و بعدها المُضي قُدُماً بخطى ثابتةٍ نحو الهدف، في خطّ العمل و التّطبيق.


[1]. معراج السعادة، الطّبعة الجديدة، ص 703، (مع شي‌ءٍ من التّلخيص).

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست