responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 226

لتتأدّب و لتنصاع إليه.

2- ما ورد في غُرر الحِكَم، عن ذلك الإمام عليه السلام الهمام، أنّه قال: «إِذا صَعُبَتْ عَلَيكَ نَفْسُكَ فاصْعَبْ لَها تَذِلُّ لَك».

3- و عنه عليه السلام: «مَنْ ذَمَّ نَفْسَهُ أَصلَحَها، وَمَنْ مَدحَ نَفْسَهُ ذَبَحها» [1]

4- و عنه عليه السلام، قال: «دَواءُ النَّفْسِ الصَّومُ عَنِ الهوى‌ وَالحَمِيةُ عَنْ لَذّاتِ الدُّنيا» [2].

و يحدّثنا التأريخ عن نماذجٍ كثيرةٍ من أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، و العلماء الكبار، و المؤمنين المخُلصين، الذين إذا مسّهم إغواء الشّيطان، و إرتكبوا بعض الذنوب، كانوا يسارعون في وضع أنفسهم تحت طائلة العقاب، لئلّا يتكرّر هذا العمل منهم مرّةً اخرى في المستقبل، و منها:

1- ورد أنّ أحد أصحاب النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله، و إسمه «ثَعلبة» [3]، كان من الأنصار، و كان يُؤاخي «سعيد بن عبدالرحمن»، و هو من المهاجرين، و صاحَبَ سعيدٌ الرّسول الأكرم صلى الله عليه و آله في إحدى غزواته، و خَلّف ثعلبة في المدينة، مُعتمداً عليه في حلّ مشاكل بيته و عائلته، و ما يحتاجونه من باقي الامور المعيشيّة، و في يوم ما، إحتاجت امرأة «سعيد» إلى شي‌ءٍ، فوقفت خلف الباب، تتحدّث مع ثعلبة في ذلك الأمر، فوسوس له الشّيطان في ممارسة الإثم، فكشف عن حجابها، فرآها جميلةً جدّاً، فأراد أن يضمّها إلى صدره، ولكنّها نهرته قائلة له: ما تفعل يا ثعلبة، أمِنَ الحقِّ أن يكون أخوك في الجِهاد، و أنت تُريد بأهلِهِ السّوء؟!

إنتبه ثعلبةُ من نومه وغفلته، وأيقظه هذا النّداء من غيّه، فَصاحَ وفرّ على وجهه في البيداء باكياً، وهو يقول: «إِلَهِي أَنْتَ المُعرُوف بِالغُفرانِ وأَنا المَوصُوفُ بِالعِصيانِ» [4].

فبقي في الصحراء مدّةً طويلةً مُعاقباً نفسه، مَضيّقاً عليها لِما صدر منه، و في قصّةٍ طويلةٍ


[1]. غُرَر الحِكَم.

[2]. المصدر السابق، ح 5153.

[3]. ثعلبة كان إسماً لعدّة من أصحاب النّبي الأكرم صلى الله عليه و آله، و ثَعلبةُ هذا، غير ثعلبة بن حاطِب الأنصاري، الذي إمتنع عن أداء الزكاة، فطرده الرّسول و المسلمون.

[4]. ذكرت هذه القصة في كتبٍ كثيرةٍ، منها خزينة الجواهر، ص 320، وكذلك في تفسير الفخر الرازي، في ذيل هذه الآية، بصورة ملخصة، ج 9، ص 9.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست