فإنّ عبارة
«في قلوبهم مرض» تطلق غالباً على المنافقين و من كانوا يعيشون
المرض القلبي حقيقةً في نفاقهم، و إلّا فإنّ الإنسان السليم إمّا أن يقبل الأوامر
الإلهية و يكون مسلماً أو يردّها و يكون كافراً، و لكن أن يقبلها في الظاهر و في
عالم العمل و الممارسة و لكنه لا يعتقد بها في قلبه، فهذا هو النفاق و هو نوع من
المرض القلبي.
و على أيّة
حال فإنّ كلمة «الرجس» في هذه الآية الشريفة وردت بمعنى القبح المعنوي فإنّ النفاق
نوع من القبح المعنوي لا القبح المادي الظاهري.
ب- الرجس
الظاهري و المادي: و هو ما ورد في الآية 145 من سورة الأنعام:
و هنا نجد
أن «الرجس» في هذه الآية الشريفة استخدم في كلا
المعنيين المادي و المعنوي لأن الخمر له حكم النجاسة المادية، و لكن القمار و
الأزلام ليست كذلك بل هي من الرجس المعنوي.
و النتيجة هي
أن كلمة «الرجس» في الآيات الشريفة لها معنى عام و تشمل جميع القبائح الظاهرية و
المعنوية و الأخلاقية و العقائدية و الجسمية و الروحية، و عليه فإنّ اللَّه تعالى
في آية التطهير و بإرادته التكوينية قد طهّر أهل البيت عليهم السلام من جميع أنواع
الرجس بمعناه الواسع.