و
هو راوي سلسلة الأخبار المنقولة عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و الأئمّة
الأطهار عليهم السّلام؛ فإنّه يبحث في هذا العلم عن كون الرواة ثقات أو ضعافا أو
ذوي أصل أو نحو ذلك، و كلّ ذلك حالة عارضة لهم باعتبار أمر يساويهم، و هو كونهم
ذوي مجموع القوّة العقليّة أو الشهوية أو الغضبيّة، بمراتبها الثلاث من الإفراط و
التفريط و التوسّط على وجه الاختيار من حيث اقتضائها الاعتبار أو الردّ في الأخبار
لا باعتبار الذات و الجزء، ليلزم امتناع الانفكاك الظاهر فساده، و الجبر الفاسد في
المذهب و اقتضاء النقيضين المستلزم لاجتماعهما.
و
حيث كان المراد هو تلك الحالة بالنسبة إلى الأخبار، و كان مجموع الأحوال المذكورة
من حيث هو مجموع مخصوصا بالرواية، و قد كان بعض التوثيق مقيّدا بكونه فيما كان
لوصف كونهم رواة، دخل في الوصف الموضوعي.
و
اختصاص بعضهم ببعضها غير قادح كما في موضوع النحو و المنطق و نحوهما، فإنّ بعض
الكلمة مخصوص بالإعراب مثلا و بعضها بالبناء، و بعض التصوّر مخصوص بالضروريّة و
بعضه بالنظرية مع صدق اتّصاف الكلّيّ الموجود في ضمن الجزئيّات بكلّ الصفات، مضافا
إلى وجود مقتضى الكلّ في الكلّ، و كفاية مجرّد ذلك كما لا يخفى.