المعنى
: ثمّ لتسألنّ يا معشر المكلّفين عن النعيم. قال قتادة : إنّ الله سائل كلّ ذي
نعمة عمّا أنعم عليه. وقيل : عن النعيم في المأكل والمشرب وغيرها من الملاذّ ؛ عن
سعيد بن جبير. وقيل : النعيم : الصحّة والفراغ ؛ عن عكرمة ، ويعضده ما رواه ابن
عبّاس عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « نعمتان مغبون فيهما
كثير من الناس : الصحّة والفراغ ». وقيل : هو الأمن والصحّة ؛ عن عبد الله بن
مسعود ومجاهد ، وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام .
وقيل : يسأل عن كلّ نعيم إلاّما خصّه الحديث ، وهو قوله : ثلاث لا يسأل عنها العبد
: خرقة يواري بها عورته ، أو كسرة يسدّ بها جوعته ، أو بيت يكنّه من الحرّ والبرد.
وروي أنّ بعض الصحابة أضاف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مع جماعة من أصحابه ، فوجدوا
عنده تمراً وماءً بارداً فأكلوا ، فلمّا خرجوا قال : هذا من النعيم الذي تسألون
عنه
وروى
العيّاشي بإسناده في حديث طويل ، قال : سأل أبو حنيفة أبا عبدالله عليهالسلام عن هذه الآية ، فقال له : ما النعيم
عندك يا نعمان؟ قال : القوت من الطعام والماء البارد ، فقال : لئن أوقفك الله يوم
القيامة بين يديه حتّى يسألك عن كلّ أكلة أكلتها ، وشربة شربتها ، ليطولنّ وقوفك
بين يديه. قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال : نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله
بنا على العباد ، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين ، وبنا ألّف الله بين قلوبهم
، وجعلهم إخواناً بعد أن كانوا أعداءً ، وبنا هداهم الله للإسلام ، وهي النعمة
التي لا تنقطع ، والله سائلهم عن حقّ النعيم الذي أنعم به عليهم ، وهو النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعترته ». مجمع
البيان ،
ح ١٠ ، ص ٤٣٢ ـ ٤٣٣.