responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 168

عليه- بمعرفته، وهداه لدينه، ووفّقه لتأمّل التدبير في صنعة الخلائق، والوقوف على ما خلقوا له من لطيف التدبير وصواب التعبير بالدلالة القائمة الدالّة على صانعها- أن يُكثر حمد اللَّه مولاه على ذلك، ويرغب إليه في الثبات عليه والزيادة منه؛ فإنّه جلّ اسمه يقول: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ» [1]».

هذا ما ذكره 7 في الديباجة.

وأنا أذكر بعدُ من المطالب ما هو شرح وتفصيل لأحوال كلّ واحدة من دلائل الربوبيّة التي ذكرت في الآية، وذلك في فصول:

فصل: في بديع خلقة السماوات‌

قال 7 في المجلس الرابع من الكتاب: «قد شرحت [لك‌] يا مفضّل خلق الإنسان وما دبّر به وتنقّله في أحواله وما فيه من الاعتبار، وشرحت لك أمر الحيوان، وأنا أبتدئ الآنَ بذكر السماء والشمس والقمر والنجوم والفلك والليل والنهار والحرّ والبرد والرياح والجواهر الأربعة-: الأرضِ، والماء، والنار، والهواء- والمطر والصخر والجبال والطين والحجارة والمعادن والنبات والنخل والشجر، وما في ذلك من الأدلّة والعِبر.

فكِّر يا مفضّل في لون السماء وما فيه من صواب التدبير؛ فإنّ هذا اللون أشدّ الألوان موافقةً للبصر وتقوية، حتّى أنّ من صفات الأطبّاء لمن أصابه شي‌ء أضرّ ببصره إدمانَ النظر إلى الخضرة وما قرب منها إلى السواد، وقد وصف الحُذّاق منهم لمن كان كَلَّ بصرُه الإطلاعَ في إجّانة [2] خضراء مملوءةٍ ماءً؛ فانظر كيف جعل اللَّه- جلّ وتعالى- أديم السماء بهذا اللون الأخضر إلى السواد ليمسك الأبصار المتقلّبة عليه فلا ينكأ فيها بطول مباشرتها له، فصار هذا الذي أدركه الناس بالفكر والرويّة والتجارب يوجد مفروغاً عنه في الخلقة حكمة بالغة [3] ليعتبر بها المُعتبِرون، ويُفكِّر فيها الملحدون، قاتلهم اللَّه أنّى‌


[1]. إبراهيم (14): 7.

[2]. الإجّانة: إناء تغسل فيه الثياب. لسان العرب، ج 13، ص 8 (أجن).

[3]. «حكمة بالغة» بالرفع خبر مبتدأ محذوف، أو بالنصب بالحاليّة، أو بكونه مفعولًا لأجله. بحار الأنوار، ج 3، ص 111.

نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست