و جمع الشيخ في كتابي الأخبار بينه و بين ما تقدّم بالقول
بالتخيير، و ذهب الشهيد قدس سره أيضاً في اللمعة[1] إلى التخيير[2] المذكور،
لكن عيّن عشرة أمداد للعشرة، و قوّاه في الدروس[3]، و به قال المقداد في كنز العرفان.[4] و التعيين
غير مستند إلى ما يعتمد عليه، و الأوّل هو الأظهر؛ لكثرة أخباره و شهرته بين
الأصحاب، و يؤيّدها ما ورد في طرق العامّة من إطعام ستّة، ففي كنز العرفان: أنّ رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله قال لكعب بن عجرة و قد قمل رأسه: «لعلّك آذاك
هوامُّك؟» قال: نعم يا رسول اللَّه، قال: «احلق رأسك و صم ثلاثة أيّام، أو أطعم
ستّة مساكين، أو انسك شاة».
فكان كعب يقول: فيَّ
نزلت هذه الآية.[5] و روى
البخاريّ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أنّ كعب بن عجرة حدّثه، قال: وقف عليَّ رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله بالحديبيّة و رأسي يتهافت قمّلًا، فقال: «يؤذيك
هوامّك؟» قلت:
نعم، قال: «فاحلق رأسك-
أو [قال:] احلق-»، قال: فيَّ نزلت هذه الآية «فَمَنْ كانَ
مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ»[6] إلى آخرها، فقال النبيّ
صلى الله عليه و آله: صم ثلاثة أيّام أو تصدّق بفرق بين ستة أو انسك».[7] و بسندين
آخرين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه
و آله رآه و قمّله يسقط على وجهه، فقال: «أ تؤذيك هوامّك؟» قال: نعم، فأمره أن
يحلق و هو بالحديبيّة و لم يتبيّن لهم أنّهم يحلّون بها، و هم على طمع أن يدخلوا
مكّة، فأنزل اللَّه تعالى الفدية، فأمره رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يطعم
فرقاً بين ستّة أو يهدي شاة أو