و قال القرطبي: سالم هو سالم بن معقل مولى أبي حذيفة، يكنّى
أبا عبد اللّه من أهل فارس من اصطخر، و هو معدود من المهاجرين، لأنّه لمّا أعتقته
مولاته زوجة أبي حذيفة تولّى أبا حذيفة فتبنّاه، و هو كان من المهاجرين، و ربّما
يعدّونه في الأنصار؛ لأنّ مولاته كانت أنصاريّة.[1]
و قال الآبي: أبو
عبيدة اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن اميّة بن ضبّة بن الحارث بن
فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، و في فهر يجتمع مع رسول اللَّه صلى الله عليه و
آله، و منه تقرّشت قريش على الصحيح، لا عن النضر بن كنانة،[2] و هو كان أمير الشام
على عهد عمر و توفّى فيها في أيّام خلافته.[3]
ثمّ قال طاب ثراه:
و الخبر يدلّ على أنّ
للعين أثراً و أنّ العيّانون أرادوا أن يعينوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. و
في روايات العامّة: أنّ العين ليدخل الرجل القبر و الجمل القِدر.[4] و فيها
أيضاً: أنّ العين حقّ،[5] و معناه
أنّ إصابة العين أمرٌ متحقّق لا شكّ فيه.
و نقل مثله عن أبي عبد
اللّه عليه السلام.[6] و قال محيي
الدِّين البغويّ:
هذا مذهب الجمهور، و
أنكره طائفة من المبتدعة. و يردّ عليهم: أنّ ما ليس بمحال في نفسه و لا يؤدّي إلى
مخالفة دليل و هو جائز، و إذا أخبر الشارع بوقوعه وجب اعتقاده، و لا فرق بين
التكذيب به و التكذيب بشيء من أحوال الآخرة، و زعم جماعة من مثبتيه أنّ العائن
ينبعث من عينه قوّة سمّيّة يتّصل بالمعيون فيهلك أو يفسد، قالوا: و لا يستنكر
[4]. كنز العمّال، ج 6، ص 744، ح 17660، و كان في
الأصل:« و القدر» فصوّبناه حسب المصدر.
[5]. مسند أحمد، ج 1، ص 274 و 294؛ و ج 2، ص 319 و
439؛ صحيح البخاري، ج 7، ص 23- 24 و 64؛ صحيح مسلم، ج 7، ص 13 و 14؛ سنن ابن ماجة،
ج 2، ص 1159، ح 3506- 3508؛ سنن أبي داود، ج 2، ص 224، ح 3879؛ المستدرك للحاكم، ج
3، ص 412؛ و ج 4، ص 215- 216؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج 9، ص 351.