responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فروع الكافي نویسنده : المازندراني، الشيخ محمد هادي    جلد : 5  صفحه : 548

و في‌ مجمع البيان‌ في تفسير قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»[1]:

قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام: «أنّ اللَّه أوحى إلى نبيّه عليه السلام أن يستخلف عليّاً، فكان يخاف أن يشقّ ذلك على جماعة من أصحابه، فأنزل اللَّه سبحانه هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره بأدائه»،

و المعنى: إن تركت تبليغ ما انزل إليك و كتمته كنت كأنّك لم تبلِّغ شيئاً من رسالات ربّك في استحقاق العقوبة.

و قال ابن عبّاس: معناه: إن كتمت آية ممّا انزل إليك فما بلّغت رسالته، أي لم تكن ممتثلًا لجميع الأمر و اللَّه يعصمك من الناس، أي يمنعك من أن ينالوك بسوء.[2] انتهى.

و قد تواتر أنّه كان ذلك في ذلك المسجد، و ثبت أنّه صلى الله عليه و آله لمّا بلغ هذا المكان في المراجعة عن حجّة الوداع، و لم يكن يومئذٍ منزلًا للحجّاج، و قد تقدّم أكثر الحاجّ ماضين منه، فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية الشريفة، فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و أمر بنزول الحاج، و ردّ من مضى منهم، فنادى باجتماع الناس عنده صلى الله عليه و آله فقام على رحال البعير خطيباً رافعاً عليّاً عليه السلام بحيث يرى بياض إبطيه صلى الله عليه و آله فقال: «أ لستُ أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: اللّهمَّ نعم، فقال: «مَن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللّهمَّ والِ مَن والاه، و عادِ مَن عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، [ثمّ أمر الناس أن يبايعوه، فيبايعوه و هنّئوه‌][3] حتّى قال عمر بن الخطّاب: بخٍ بخٍ لك يا عليّ! أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة، و لم يوجد خبر في السنّة أصحّ و أكثر سنداً، حيث حضر من حضر معه صلى الله عليه و آله في حجّة الوداع، و كانوا زهاء سبعين ألفاً،[4] و ما أظنّ أن ينكره أحد.[5]


[1]. المائدة( 5): 67.

[2]. مجمع البيان، ج 1، ص 383.

[3]. المثبت هو الظاهر المستفاد من المصادر، و في الأصل مكانه:« و يحبونه الناس من نحَد».

[4]. كذا هنا، و قد عدّه بعض الجماعة الحاضرة في قصّة الغدير أكثر من مائة ألف. انظر: عيون التواريخ، ص 394.

[5]. الأمر كما قال: فإنّ الحديث متواتر بل فوق حدّ التواتر، فمن أراد تحقيق ذلك فليراجع موسوعات الغدير و عبقات الأنوار و موسوعة الإمامة في نصوص أهل السنّة. و انظر ما أوردناه في ترتيب الأمالي، ج 4، ص 133- 160، ح 1693- 1716.

نام کتاب : شرح فروع الكافي نویسنده : المازندراني، الشيخ محمد هادي    جلد : 5  صفحه : 548
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست