و قال بعضهم: هو أنّه تعالى يناديه يوم القيامة و الناس سكوت:
يا محمّد، فيقول:
لبّيك و سعديك و الخير
في يديك، لأنّه مقام تحمده الخلائق فيه.
و قيل: هو أنّه تعالى
يكسوه حلّة خضراء، ثمّ يناديه فيقول ما شاء أن يقول.
و قال بعضهم: هو أنّه
على كرسيّ الربّ بين يديّ اللَّه عزّ و جلّ.
و قال بعضهم: هو كون آدم
عليه السلام و ذرّيّته تحت لوائه في عرصات القيامة من أوّل اليوم إلى دخول مَن
يدخل الجنّة و خروج من يخرج من النار، و أوّل ذلك إجابة المنادي و حمده للَّه عزّ
و جلّ بما ألهمه، ثمّ الشفاعة في تعجيل الحساب و إراحة الناس من كرب المحشر، و هو
المقام المحمود الذي حمده فيه الأوّلون و الآخرون، ثمّ شفاعته فيمن يدخل الجنّة
بغير حساب، ثمّ فيمن يخرج من النار حتّى لا يبقى فيها مَن في قلبه مثقال ذرّة من
الإيمان.[1] باب المنبر
و الروضة و مقام النبيّ
باب
المنبر و الروضة و مقام النبيّ صلى الله عليه و آله
يستحبّ بعد زيارته صلى
الله عليه و آله إتيان الروضة ما بين القبر و المنبر، و زيارة فاطمة عليها السلام،
و الصلاة فيها للزيارة و غيرها، فقد روى البخاريّ عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى
الله عليه و آله أنّه قال:
«ما بين بيتي و منبري
روضة من رياض الجنّة و منبري على حوضي».[2]
و حكى طاب ثراه من طرقهم عنه صلى الله عليه و آله أنّه قال: «ما بين قبري و منبري
روضة من رياض الجنّة».[3]
[1]. انظر: جامع البيان للطبري، ج 15، ص 179- 183؛
تفسير الثعلبي، ج 6، ص 123- 125؛ تفسير السمعاني، ج 3، ص 270؛ المحرّر الوجيز، ج
6، ص 284؛ تفسير الرازي، ج 21، ص 31؛ تفسير القرطبي، ج 10، ص 309- 312.
[2]. صحيح البخاري، ج 2، ص 57، باب فضل الصلاة في
مسجد مكّة و المدينة، و ص 224، باب حرم المدينة؛ و ج 7، ص 209، كتاب الرقاق؛ و ج
8، ص 154، كتاب الاعتصام بالكتاب و السنّة.
[3]. مسند أحمد، ج 3، ص 64؛ المصنّف لابن أبي
شيبة، ج 7، ص 413، كتاب الفضائل، الباب الأوّل، ح 21؛ تأويل مختلف الحديث لابن
قتيبة، ص 113؛ السنّة لابن أبي عاصم، ص 325، ح 731؛ مسند أبي يعلى، ج 2، ص 496، ح
1341؛ الحدّ الفاصل، ص 298، ح 131.