قوله في حسنة معاوية بن عمّار: «اللّهمَّ أعطه
الدرجة و الوسيلة في الجنّة و ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأوّلون و الآخرون). [ح 1/ 8098]
الظاهر أنّ الدرجة هنا
هي المرتبة الرفيعة التي تسمّى بالوسيلة، فالعطف للتفسير.
و قال سيّد الوصيّين
عليه السلام على ما نقله عنه المصنّف في كتاب الروضة في خطبة
الوسيلة: «الوسيلة أعلى درج الجنّة، و ذروة ذوائب الزلفة، و نهاية غاية الامنية،
لها ألف مرقاة، ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام- و في نسخة
ألف عام- و هو ما بين مرقاة درّة، إلى مرقاة جوهرة، إلى مرقاة زبرجدة، إلى مرقاة
لؤلؤة، إلى مرقاة ياقوتة، إلى مرقاة زمرّدة، إلى مرقاة مرجانة، إلى مرقاة كافور،
إلى مرقاة عنبر، إلى مرقاة يلنجوج،[1] إلى مرقاة
ذهب، إلى مرقاة فضّة، إلى مرقاة غمام، إلى مرقاة هواء، إلى مرقاة نور، قد أنافَت
على كلّ الجنان، و رسول اللَّه صلى الله عليه و آله [يومئذ] قاعد عليها، مُرتَدٍ
بريطتين:
ريطة[2] من رحمة اللَّه، و ريطة
من نور اللَّه، عليه تاج النبوّة و إكليل الرسالة، قد أشرق بنوره الموقف، و أنا
يومئذٍ على الدرجة الرفيعة و هي دون درجته، و عَليَّ ريطتان:
ريطة من ارجوان النور، و
ريطة من كافور، و الرُّسل و الأنبياء قد وقفوا على المراقي، و أعلام الأزمنة و حجج
الدهور عن أيماننا، قد تجلّلتهم حُلَل النور و الكرامة، لا يرانا مَلكٌ مقرّب و لا
نبيٌّ مرسل إلّا بُهت بأنوارنا و عجب من ضيائنا و جلالتنا.
و عن يمين الوسيلة
عن يمين الرسول غمامة بَسطَة البصر، يأتي منها النداء: يا أهل الموقف، طوبى لمن
أحبّ الوصيّ و آمن بالنبيّ الامّي العربي، و مَن كفر به فالنار موعده.
و عن يسار الوسيلة عن
يسار الرسول ظُلَّة يأتي منها النداء: يا أهل الموقف، طوبى لمَن أحبّ الوصيّ و آمن
بالنبيّ الامّي، و الذي له المُلك الأعلى لا فاز أحد و لا نال الرَّوح و الجنّة
إلّا من لقى خالقه بالإخلاص لهما و الاقتداء بنجومهما.[3]
[1]. يلنجج و يلنجوج: عود البخور. مجمع البحرين، ج
4، ص 110( لجج).
[2]. الريطة: كلّ ملاءة ليست بلفقين. و قيل: كلّ
ثوب رقيق لين. النهاية، ج 2، ص 289( ريط).