و طابة و طيبة و السكينة و جابرة و المجفّة و المحبوبة و
القاصدة و المجبورة و العذراء و المرحومة.[1]
و من أسمائها يثرب،
قال السهيلي: إنّما سمّيت يثرب باسم رجل من العمالقة، و هو أوّل من نزلها منهم، و
هو يثرب بن قائد بن عقيل بن هلايل بن عوض بن عملاق، فلمّا حلّها النبيّ صلى الله
عليه و آله كره لها هذا الاسم؛ لما فيه من لفظ التثريب، و سمّاها طيبة و طابة و
المدينة.
ثمّ قال: فإن قيل: قد
سمّاها اللَّه تعالى به في القرآن؟ فالجواب إنّما سمّاها به حاكياً عن المنافقين
في قوله تعالى: «وَ إِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا
مُقامَ لَكُمْ»[2]، فنبّه بما
حكى عنهم أنّهم رغبوا عمّا سمّاها به اللَّه تعالى و رسوله صلى الله عليه و آله و
أبوا إلّا ما كانوا عليه في الجاهليّة، و اللَّه سبحانه قد سمّاها المدينة في
قوله: «ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ»[3].[4]
و قال عياض: سمّاها
أيضاً طابة تفؤّلًا بالطيب أو لتطيب سكناها للمسلمين، أو لتطيب حالها، أو لتطيب
الدّين بها، و كره اسمها يثرب لما فيه من الثراب، و كانت الجاهليّة تسمّيها بذلك.[5]
باب دخول المدينة و
زيارة النبيّ و الدعاء عند قبره
باب
دخول المدينة و زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله و الدعاء عند قبره
قال الشيخ في التهذيب:
و قبره صلى الله عليه
و آله بالمدينة في حجرته التي تُوفّي فيها، و كان قد أسكنها في حياته عائشة بنت
أبي بكر بن أبي قحافة، فلمّا قبض النبيّ صلى الله عليه و آله اختلف أهل بيته و مَن
حضر من أصحابه في الموضع الذي ينبغي أن يُدفن فيه، فقال بعضهم: يُدفن بالبقيع، و
قال آخرون:
يُدفن في صحن المسجد،
و قال أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّ اللَّه لم يقبض نبيّه إلّا في أطهر البقاع،
فينبغي أن يُدفن في البقعة التي قُبض فيها»، فاتّفقت الجماعة على قوله عليه السلام
و دفن في حجرته.[6]
[1]. حكاه عنه والد الشارح في شرحه على الكافي، ج
7، ص 372. و انظر: تاريخ المدينة لابن شبّة، ج 1، ص 163.