و الحائر[1] محيط بهم،
إلّا العبّاس رحمه اللَّه فإنّه قُتل على المسنّاة، على ما حكاه عنه في المنتهى،[2] و لم يروِ
المصنّف قدس سره أخبار مسجد الكوفة و الحائر هنا، و سيرويها في الباب الذي قبل باب
النوادر، و الأولى ذكرها أيضاً في هذا الباب و إضافة مسجد الكوفة و الحائر أيضاً
في عنوانه.
باب فضل الصلاة في
المسجد الحرام و أفضل بقعة فيه
باب
فضل الصلاة في المسجد الحرام و أفضل بقعة فيه
يظهر من الأخبار و
فتاوى العلماء الأخيار أنّ صلاة واحدة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة في
غيره،[3] و منه
الكعبة و زوائده الحادثة و إن كان ما عداهما منه أفضل، فإنّ القدر المشترك فضله
بذلك و إن اختصّ ما عداهما بفضيلة اخرى لا تقدير فيها.
و لا ينافيه أيضاً
كراهية الصلاة الفريضة في الكعبة، فإنّ غايتها كونها أقلّ ثواباً كما هو شأن
الكراهة في العبادات على المشهور.
و اعلم أنّ فضيلة هذه
المواضع مخصوصة بشيعة آل محمّد عليهم السلام لعموم ما دلّ على اختصاص قبول الطاعات
بهم، و خصوص ما رواه الشهيد قدس سره في الدروس عن البزنطيّ، عن ثعلبة،
عن ميسر، قال: كنّا عند أبي جعفر عليه السلام في الفسطاط نحو من خمسين رجلًا، فقال
لنا: «أ تدرون أيّ البقاع أفضل عند اللَّه منزلة؟» فلم يتكلّم أحد، فكان هو الرادّ
على نفسه، فقال: «تلك مكّة الحرام التي رضيها اللَّه لنفسه حرماً، و جعل بيته
فيها»، ثمّ قال:
«أ تدرون أيّ بقعة في
مكّة أفضل حرمةً؟» فلم يتكلّم أحد، فكان هو الرادّ على نفسه، فقال: «ذلك المسجد
الحرام»، ثمّ قال: «أ تدرون أيّ بقعة في المسجد الحرام أعظم عند اللَّه حرمةً؟»
فلم يتكلّم أحد، فكان هو الرادّ على نفسه، فقال: «ذلك بين الركن الأسود إلى باب
الكعبة، ذلك حطيم إسماعيل عليه السلام الذي كان يذود فيه غنيمته و يُصلّي فيه، فو
الله
[1]. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر، و في الأصل:«
الحائط».
[2]. منتهى المطلب، ج 6، ص 366. و انظر: الإرشاد،
ج 2، ص 126.
[3]. انظر: الخلاف، ج 2، ص 451، المسألة 358؛
تذكرة الفقهاء، ج 6، ص 274.