لو أنّ عبداً صفّ قدميه في ذلك المكان قائماً الليل مصلّياً
حتّى يجنّه النهار، و قائماً النهار حتّى يجنّه الليل، و لم يعرف حقّنا و حرمتنا
أهل البيت لم يقبل اللَّه منه شيئاً أبداً؛ إنّ أبانا إبراهيم عليه الصلاة و
السلام و على محمّد و آله كان ممّا اشترط على ربّه أن قال:
ربِّ اجعل أفئدة من
الناس تهوي إليهم، أمّا أنّه لم يَعُنِ الناس كلّهم، فأنتم اولئك رحمكم اللَّه و
نظراؤكم، و إنّما مثلكم في الناس مثل الشعرة [السوداء] في الثور
الأنور».[1]
و عن الصدوق رضى الله
عنه بإسناده إلى أبي حمزة الثمالي، قال: قال لنا عليّ بن الحسين عليهما السلام:
«أيّ البقاع أفضل؟»
فقلت: اللَّه و رسوله و ابن رسوله أعلم، فقال: «أفضل البقاع ما بين الركن و
المقام، و لو أنّ رجلًا عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، يصوم
النهار و يقوم الليل في ذلك المكان، ثمّ لقى اللَّه عزّ و جلّ بغير ولايتنا أهل
البيت لم ينفعه ذلك شيئاً».[2] و عن
الصادق عليه السلام أنّه قال: «مَن نظر إلى الكعبة فعرف من حقّنا و حرمتنا مثل
الذي عرف من حقّها و حرمتها، غفر اللَّه له [ذنوبه] و كفاه همّ الدُّنيا و
الآخرة».[3] و عنه عليه
السلام أنّه قال: «مَن أمَّ هذا البيت حاجّاً أو معتمراً و تبرّأ من الكبر رجع من
ذنوبه كهيئته يوم ولدته امّه، و الكبر أن يجهل الحقّ و يطعن على أهله».[4] قوله في حسنة معاوية
بن عمّار: (لأنّه يبكّ فيها الرجال و النساء). [ح 7/ 7994]
قال الجوهريّ: بكَّ
فلاناً يبكّ بكّاً؛ أي زحم. و بكّة: اسم بطن مكّة، سمّيت بكّة لأنّها تبكّ أعناق
الجبابرة.[5]
[1]. الدروس الشرعيّة، ج 1، ص 498- 499، الدرس
126. و نحوه في المحاسن للبرقي، ج 1، ص 91- 92، الباب 16 من كتاب عقاب الأعمال، ح
44 باسناده عن خالد، عن ميسر.
[2]. الدروس الشرعيّة، ج 1، ص 499، الدرس 126؛
الفقيه، ج 2، ص 245، ح 2313؛ ثواب الأعمال، ص 204، عقاب من جهل حقّ أهل البيت
عليهم السلام؛ وسائل الشيعة، ج 1، ص 122، ح 308.
[3]. الدروس الشرعيّة، ج 1، ص 500، الدرس 126؛
الكافي، باب فضل النظر إلى الكعبة، ح 6؛ الفقيه، ج 2، ص 204، ح 2142؛ وسائل
الشيعة، ج 13، ص 263- 264، ح 17703.
[4]. الدروس الشرعيّة، ج 1، ص 499- 500، الدرس
126؛ الفقيه، ج 2، ص 205، ح 2147. و نحوه في الكافي، باب فضل الحجّ و العمرة، ح 2؛
و تهذيب الأحكام، ج 5، ص 23، ح 69؛ وسائل الشيعة، ج 11، ص 93، ح 14327.