و إلى الأوّل ذهب أكثر المتأخّرين.[1] و يدلّ عليه- زائداً
على ما رواه المصنّف- ما رواه الشيخ في الاستبصار في الصحيح عن عليّ بن
يقطين، عن أبي الحسن عليه السلام في الصلاة بمكّة قال: «مَن شاء أتمّ و مَن شاء
قصّر».[2] و في
الصحيح عن حمّاد بن عيسى، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «من مخزون علم اللَّه
تعالى الإتمام في أربعة مواطن: حرم اللَّه، و حرم رسوله، و حرم أمير المؤمنين عليه
السلام، و حرم الحسين عليه السلام».[3]
و عن زياد القنديّ، قال: قال أبو الحسن عليه السلام: «يا زياد، أحبّ لك ما أحبّ
لنفسي، و أكره لك ما أكره لنفسي، أتمّ الصلاة في الحرمين و بالكوفة و عند قبر
الحسين عليه السلام».[4] و الحَرمان
في هذين الخبرين و إن شملا ما زاد على البلدتين بناءً على ظهورهما في المصطلحين،
إلّا أنّهما خصّا بالبلدين؛ ليطابق الخبران ما سبق.
و لخبر عبد الرحمن بن
الحجّاج، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إنّ هشاماً روى عنك أنّك أمرته بالتمام
في الحرمين، و ذلك من أجلّ الناس؟ قال: «لا، كنت أنا و من مضى من آبائي إذا وردنا
مكّة أتممنا الصلاة و استترنا من الناس».[5]
و كذا قوله عليه السلام: «حرم أمير المؤمنين و حرم الحسين عليه السلام» خصّا بمسجد
الكوفة و الحائر؛ للجمع بين ما ذكر و بين ما هو ظاهر في اختصاص الحكم بهما، و
سيأتي.