و إيضاع الإبل: حملها على العدو السريع،[1] و تؤذوا معطوف على
توطئوا.
باب ليلة المزدلفة و
الوقوف بالمشعر و الإفاضة منه و حدوده
باب
ليلة المزدلفة و الوقوف بالمشعر و الإفاضة منه و حدوده
فيه مسائل:
الاولى: أجمع الأصحاب
على وجوب الوقوف بالمشعر محتجّين عليه بقوله تعالى: «فَإِذا أَفَضْتُمْ
مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَ اذْكُرُوهُ
كَما هَداكُمْ وَ إِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ»[2]، و وجّهه
السيّد المرتضى رضى الله عنه في الانتصار[3] أوّلًا بالأمر بالذكر
عند المشعر الحرام مستلزم لوجوب الكون فيه، و بنى ذلك على وجوب مطلق الذكر فيه،
كما هو ظاهر الآية و الأخبار، و مثله في كنز العرفان،[4] ثمّ لمّا رأى أنّ وجوب
مطلق الذكر خلاف المشهور وجّهه باقتضاء سياق الآية وجوب الكون فيه و الذكر جميعاً،
و قال:
فإذا خرج الذكر بالدليل
يبقى الآخر.[5] و لعلّه
حمل الآية الكريمة على طريقة الإيجاز الشائع في القرآن العزيز، و تقدير الكلام:
فإذا أفضتم من عرفات فكونوا بالمشعر الحرام و اذكروا اللَّه فيه،[6] كما قال
المفسّرون في قوله تعالى: «لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي
الْأَرْضِ»[7]: أنّ المعنى له
السماوات و الأرض و ما فيهما.[8] و اخرى
بالأمر بالشكر عند المشعر الحرام[9] بتقريب ما
ذكر؛ حملًا للذكر الثاني على