عرفة كلّها موقف، يصحّ
الوقوف في أيّ حدٍّ شاء منها، و هو قول العلماء الأعلام، روى الجمهور عن عليّ بن
أبي طالب عليه السلام: «أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وقف بعرفة و قد أردف اسامة
بن زيد، فقال: هذا الموقف و كلّ عرفة موقف».[1]
و قال عليه السلام: «عرفة كلّها موقف، و ارتفعوا من بطن عُرَنة، و المزدلفة كلّها
موقف، و ارتفعوا عن وادي محسّر».[2]
و ما رواه الجمهور عن
جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، عن أبيه الباقر عليهما السلام، عن جابر- لمّا
وصف حجّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله- قال: «كلّ عرفة موقف، و كلّ منى منحر، و
كلّ المزدلفة موقف، و كلّ فجاج مكّة طريق و منحر».[3]
و من طريق الخاصّة: ما
رواه الشيخ عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «إنّ رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله وقف بعرفات، فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته، فيقيمون[4] إلى
جانبها، فنحّاها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ففعلوا مثل ذلك، فقال: أيّها
الناس، أنّه ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف، و لكن هذا كلّه موقف- و أشار بيده إلى
الموقف- فتفرّق الناس، و فعل ذلك بالمزدلفة».[5] و قال عليه السلام:
عرفة كلّها موقف، و لو لم يكن إلّا ما تحت خفّ ناقتي لم يسع الناس ذلك».[6] رواه ابن
بابويه رحمه الله.[7] انتهى.
و يدلّ أيضاً على ذلك ما
رواه المصنّف قدس سره في الباب من حسنة معاوية بن عمّار،[8] و حكى في المختلف عن ابن إدريس[9] وجوب
الوقوف في ميسرة الجبل محتجّاً بفعل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حيث أناخ
ناقته أوّلًا في ميسرة الجبل.
[1]. مسند أحمد، ج 1، ص 72 و 76؛ العلل للدارقطني،
ج 4، ص 16، الرقم 411.
[2]. الموطّأ، ج 1، ص 388، ح 166؛ السنن الكبرى
للبيهقي، ج 5، ص 115.
[3]. سنن أبي داود، ج 1، ص 433، ح 1937؛ السنن
الكبرى للبيهقي، ج 5، ص 122؛ المعجم الأوسط للطبراني، ج 3، ص 290؛ كنز العمّال، ج
5، ص 61، ح 12049.