بطل حجّه، و به قال الجمهور كافّة،[1] إلّا ما حكي عن مالك:
أنّه لو وقف ببطن عرنة أجزأه و لزمه الدم.[2]
و قال ابن عبد البرّ:
أجمع الفقهاء على أنّه لو وقف ببطن عرنة لم يجزه.[3]
لنا أنّ هذه حدود و
ليست من عرفة، و ما رواه الجمهور عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «كلّ
عرفة موقف، و ارتفعوا عن بطن عرنة».[4]
و من طريق الخاصّة: ما
رواه الشيخ في الصحيح عن معاوية بن عمّار،[5]
عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «و حدّ عرفة من بطن عُرنَة و ثويّة و نمرة إلى ذي
المجاز، و خلف الجبل موقف».[6]
و عن أبي بصير،[7] قال: قال
أبو عبد اللّه عليه السلام: «حدّ عرفات من المأزمين إلى أقصى الموقف».[8]
و في الموثّق عن إسحاق
بن عمّار، عن أبي الحسن عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:
ارتفعوا عن وادي عرنة بعرفات».[9]
[1]. المجموع للنووي، ج 8، ص 120؛ تحفة الفقهاء، ج
1، ص 405؛ الجوهر النقي، ج 5، ص 115؛ المغني و الشرح الكبير لابني قدامة، ج 3، ص
428؛ المحلى، ج 7، ص 188؛ بداية المجتهد، ج 1، ص 279.
[2]. الاستذكار، ج 4، ص 275؛ التمهيد، ج 24، ص
420؛ تفسير القرطبي، ج 2، ص 418؛ المغني لابن قدامة، ج 3، ص 428؛ الشرح الكبير، ج
3، ص 427- 428؛ المجموع للنووي، ج 8، ص 120.
[3]. حكياه عنه ابنا قدامة في المغني و الشرح
الكبير، ج 3، ص 428.
[4]. سنن ابن ماجة، ج 2، ص 1002، ح 3012؛ المعجم
الكبير للطبراني، ج 2، ص 138؛ كنز العمّال، ج 5، ص 61، ح 12050.
[5]. في الهامش بخطّ الأصل:« هذه الرواية هي التي
رواه المصنّف عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار بضميمة، و الشيخ أيضاً رواها
مع الضميمة بهذا السند بعينه، و هي مجهولة بمحمّد بن إسماعيل، و إنّما حكم
العلّامة بصحّتها بناء[ على] ما زعمه من أنّ محمّد بن إسماعيل هو ابن بزيع، و قد
ذكرنا مراراً أنّه هو البندقي النيشابوري، و هو مجهول الحال، منه عفي عنه».
[6]. تهذيب الأحكام، ج 5، ص 179، ح 600، و هذا هو
الحديث الثالث من هذا الباب من الكافي. و رواه الصدوق في الفقيه، ج 2، ص 463- 464،
ح 2979؛ وسائل الشيعة، ج 13، ص 531، ح 18376.
[7]. في هامش الأصل:« في دلالة خبر أبي بصير على
مدّعاه تأمّل، منه».
[8]. تهذيب الأحكام، ج 5، ص 180، ح 601. و هذا هو
الحديث السادس من هذا الباب من الكافي. وسائل الشيعة، ج 13، ص 531، ح 18377.
[9]. تهذيب الأحكام، ج 5، ص 180، ح 602؛ وسائل
الشيعة، ج 13، ص 532، ح 18379.