خبر الكتاب أنّ المتأخّرين من أهل التنجيم كانوا يعتبرون شهور
السنة الشمسيّة ثلاثين ثلاثين، و يزيدون في آخر السنّة خمسة أيّام، و يسمّونها
بالخمسة المسترقة، و يكبسون بيوم آخر في أربع و ستّين أو في خمس و ستّين جبراً للكسر
المتقدّم،[1] فأطلق
السنة على ما هو عدد أيّام الشهور المذكورة من غير اعتبار الخمسة المسترقة و ما
يتبعها.
و أمّا في خبر الشيخ
فلغاية القرب من السنة الشمسيّة الحقيقيّة، فإنّها إنّما يقصر عنها بيوم و كسر
تقدّم، و يحتمل أن يكون هذا مراد من علّل ما ذكر بموافقة عدد أيّام السنة
الشمسيّة، فتدبّر.
قوله في خبر أحمد بن
محمّد: (قطع لهم قطعة من الاردن). [ح 7/ 7604]
الاردن بضمّتين و شدّ
اللّام: كورة بالشام.[2] قوله في صحيحة
الهيثم: (فقال: إيهاً اللَّه). [ح 9/ 7606]
قال طاب ثراه: قال
الخطّابيّ: لا ها اللَّه ذا و أيهاً اللَّه ذا بغير ألف قبل الذال، و معناها في
كلامهم: لا يكون و اللَّه ذا، و إي و اللَّه يكون ذا، يجعلون الهاء مكان الواو.
كذا في شرح السنّة،[3] و في شرح مختصر
الاصول: «إذا تصحيف»، و قال العلّامة التفتازانيّ في شرحه:
قوله إذا: تصحيف، إشارة
إلى ما ذكره الخطابيّ، و أمّا الصيغة فيروى: لاها اللَّه بإثبات الألف و التقاء
الساكنين على حدّه، و لاه اللَّه بحذف الألف، و الأصل لا و اللَّه، فحذفت الواو و
عوّض عنها حرف التنبيه، و ينبغي أن يكون هذا مراد من قال يجعلون الهاء مكان الواو،
و أمّا التقدير، فقول الخليل: إن ذا مقسم عليه و تقديره: لا و اللَّه، أو إي و
اللَّه الأمر ذا، فحذفت الأمر لكثرة الاستعمال، و قول الأخفش: إنّه من جملة القسم
توكيد له، كأنّه قال: ذا قسمي،[4] و الدليل
عليه أنّهم يقولون: لاها اللَّه ذا لقد كان كذا،