و الخبران و إن كانا مجهولين لوجود بنان[1] بن محمّد و محسن بن
أحمد[2] في سند
الأوّل، و حبيب بن مظاهر في الثاني، إلّا أنّهما مؤيّدان بالأصل السالم عن
المعارض.
على أنّه يحتمل- و لو
على بُعد- أن يكون حبيب هو الشهيد بكربلاء [و] على إرادة الحسين عليه السلام من
أبي عبد اللّه.[3] و اختلفت
الأخبار في الحدث، فدلّ أكثرها على ما اشتهر من اعتبار التواصل في البناء فيه،
منها: مرسلة ابن أبي عمير.[4] و منها: ما رواه الشيخ
من مرسلة جميل، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في الرجل يحدث في طواف الفريضة، و قد
طاف بعضه؟ قال: «يخرج و يتوضّأ، فإن كان قد جاز النصف بنى على طوافه، و إن كان
أقلّ من النصف أعاد الطواف».[5] و خبر أبي
بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: «إذا حاضت المرأة في الطواف بالبيت
أو بين الصفا و المروة فجاوزت النصف، فعَلَمت ذلك الموضع، فإذا طهرت رجعت فأتمّت
بقيّة طوافها من الموضع الذي علمت فيه، و إن هي قطعت طوافها في أقلّ من
[1]. هذا هو الظاهر الموافق للمصادر، و في الأصل:«
أبان». و بنان لقب لعبد اللَّه بن محمّد بن عيسى، روى الكشّي- على ما في اختيار
معرفة الرجال، ج 2، ص 590، الرقم 541؛ و خلاصة الأقوال، ص 328- بإسناده عن ابن
سنان أنّ الصادق عليه السلام لعن بناناً، و في رجال ابن داود، ص 58، ص 267:«
مهمل». و في منتقى الجمان، ج 1، ص 459:« لم يذكره غير الكشّي».
[2]. انظر: رجال النجاشي، ص 423، الرقم 1133؛ رجال
الطوسي، ص 368، الرقم 5471؛ رجال ابن داود، ص 158، الرقم 1261.
[3]. الراوي عن حبيب في هذا الحديث حمّاد بن عثمان
المتوفّى سنة 190، و استهشد حبيب بن مظاهر مع الحسين عليه السلام، فلا يمكن رواية
حمّاد عنه، فالرواية مرسلة، أو من روى عنه حمّاد شخص آخر مجهول روى عن الصادق عليه
السلام، و هو الظاهر، لأنّ كلمة« أبي عبد اللَّه» ظاهرة في ذلك. كذا قال السيّد
الخوئي في ترجمة حبيب من معجم رجال الحديث.
[4]. الحديث الثاني من هذا الحديث من الكافي؛
وسائل الشيعة، ج 13، ص 378، ح 18004.
[5]. تهذيب الأحكام، ج 5، ص 118، ح 384؛ وسائل
الشيعة، ج 13، ص 378، ح 18004، و هذا الحديث نفس الحديث المتقدّم، إلّا أنّ
الكليني رواه بسنده عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، و الشيخ رواه عن ابن أبي
عمير، عن جميل، عن بعض أصحابنا.