فالأقرب أنّ الأوّل استحاضة؛ لفقد شرط ما بين الحيضتين، و فصل
الولادة لم يثبت أنّه كاف عن الطهر».[1] باب ما يجب
على الحائض في أوقات الصلوات
باب
ما يجب على الحائض في أوقات الصلوات
أراد قدس سره بالوجوب
معناه اللغوي، فإنّ ما يذكره في الباب إنّما هو من المستحبّات.
يستحبّ لها أن تتوضّأ في
أوقات الصلوات، و أن تجلس في مصلّاها ذاكرة للَّه تعالى بقدر الصلوات على ما ذكره
الشيخ و من تبعه.[2] و قال
المفيد: «تجلس ناحية من مصلّاها»[3]. و كلام
جماعة من الأصحاب كالأخبار خالية عن تعيين المكان، و هو المعتمد كما قاله المحقّق
في
المعتبر.[4] و الغرض
منهما تمرينها على العبادة.
و نقل طاب ثراه عن
الشهيد الثاني أنّه قال: «هذا من متفرّدات الإماميّة».[5] ثمّ قال: أقول: قال أبو عبد اللَّه
الآبي:[6] «و استحبّ
بعض السلف أن تتوضّأ إذا دخل الوقت، و تستقبل القبلة تذكر اللَّه».[7] و أنكره
بعضهم.
[6]. محمّد بن خليفة بن عمر أبو عبد اللّه الآبي
التونسِي، ولي قضاء الجزيزة سنة 808، و مات سنة 827 بتونس، من آثاره: إكمال
الإكمال المعلّم في شرح صحيح مسلم( جمع فيه بين شروح المازرى و القاضي عياض و
القرطبي و النووي مع زيادات من كلام شيخه ابن عرفه و غيره)؛ الدرّة الوسطى في مشكل
الموطّأ؛ شرح فرع ابن الحاجب. راجع: كشف الظنون، ج 1، ص 557؛ هدية العارفين، ج 2،
ص 184؛ معجم المؤلّفين، ج 9، ص 287؛ معجم المطبوعات العربيّة، ج 1، ص 363.